القضاة يصعّدون ضدّ ترشح بوتفليقة والحكومة تحذّرهم.. وكتل نيابية تقاطع أنشطة البرلمان

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
11 مارس 2019
261BECBF-1C85-4789-897A-49B4FB1F4B59
+ الخط -
حذّرت الحكومة الجزائرية، اليوم الإثنين، قضاة من "خرق واجب التحفظ، وإعلان مواقف سياسية"، بعد إعلان القضاة، للمرة الأولى في تاريخ الجزائر، عن موقف ضد السلطة ورفض الإشراف على الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 إبريل/نيسان المقبل، في حال لم يُسحب ترشّح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، فيما أعلنت ست كتل برلمانية مقاطعة أنشطة البرلمان بدءا من جلسة اليوم.

وقال وزير العدل، الطيب لوح، في مؤتمر صحافي عقده اليوم في مقر الوزارة، إنه يتعين على "القضاة الالتزام بواجب التحفظ واتقاء الشبهات"، وأكد في أول رد رسمي على إعلان نادي القضاة، وهو هيئة تمثيلية قيد التأسيس تضم ألف قاض، رفضهم الإشراف على الانتخابات الرئاسية، أن "القضاة يدركون ثقل المسؤولية على عاتقهم، والتي يجب أن تكون في كل الظروف محتكمة للمبادئ القضائية والقوانين الناظمة للسلطة القضائية"، ملمحاً إلى تطبيق صارم للقانون ضد القضاة "المتمردين".

ويأتي موقفه الحكومي اليوم لاحقاً لموقفين، يتعلق الأول بنشر نادي القضاة، ويضم ألف قاض، لبيان يتضمن رفض العهدة الخامسة لبوتفليقة، والتخلي عن الإشراف على الانتخابات ودعم الحراك الشعبي في البلاد، وتلويحهم في بيان بأنهم سيشكّلون اتحاداً جديداً؛ والموقف الثاني هو تنظيم القضاة وقفة احتجاجية اليوم أمام مجلس قضاء العاصمة والمحاكم في الولايات.

قضاة جزائريون خلال وقفة احتجاجية اليوم رفضاً للعهدة الخامسة (العربي الجديد)



ويشرف القضاة في قانون الانتخابات على اللجان البلدية الـ1541 والولائية الـ48 للانتخابات، كما تضم الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات (هيئة دستورية) 205 قضاة من مجموع 410 أعضاء في اللجنة.

ودعماً لمواقف القضاة، نظم المحامون اليوم وقفة دعم ومساندة لهم في باحة مجلس قضاء العاصمة، وحاولوا الخروج في مسيرة، لكن الشرطة منعتهم، لتقع خلال ذلك مناوشات بين الطرفين.

وحذر المحامي مقران آيت العربي، في بيان نشره اليوم، الحكومة من التعرض للقضاة، وأفاد أنه "يتضامن مع القضاة المنتفضين على مستوى الوطن ضد العهدة الخامسة وضد النظام ومن أجل دولة القانون"، مضيفاً أن "القضاة ينتفضون في بجاية وعنابة وقالمة والطارف (مدن في شرقي الجزائر) بمساعدة المحامين، من أجل تعدد نقابات القضاة وضد التعليمات الوزارية وتسيير السلطة التنفيذية للعدالة ومن أجل استقلال القضاء".

ووصف الرئيس السابق للجنة الحكومية لحقوق الإنسان، المحامي فاروق قسنطيني، موقف القضاة بـ"الشجاع"، وقال لـ"العربي الجديد": "لا شك في أنه موقف شجاع ويعبّر عنه للمرة الأولى، وهذا يحسب لهم، وأعتقد أنه نتيجة للضغوط التي يعاني منها القضاة وعدم وجود استقلالية فعلية للقضاء في الجزائر".

ويطالب القضاة بالفصل الدستوري بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، إذ يعتبر الدستور الرئيس بوتفليقة، أو من ينوب عنه (وزير العدل بهذه الحالة)، رئيسا للمجلس الأعلى للقضاء، الذي يعد أعلى هيئة تدير القضاء، ويتكفل بتسيير المسار المهني للقضاة ومعالجة ملفاتهم التأديبية، وفي الغالب يستعمل من قبل السلطة لمعاقبة القضاة الذين يخرجون عن طوعها.

كتل نيابية تقاطع أنشطة البرلمان

إلى ذلك، أعلنت ست كتل برلمانية معارِضة، مقاطعة أنشطة البرلمان بدءا من جلسة اليوم الاثنين، والتي كانت مخصصة لمناقشة مشاريع ثلاثة قوانين، رفضا لترشح بوتفليقة.

وأعلنت الكتلة البرلمانية لـ"حركة مجتمع السلم" و"جبهة القوى الاشتراكية" و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" و"حزب العمال" و"جبهة المستقبل"، و"الاتحاد من أجل النهضة" و"العدالة والبناء" (تكتل يضم ثلاثة أحزاب إسلامية)، مقاطعة الجلسة النيابية الإثنين، وتجميد كافة أنشطتها في البرلمان.

وأفاد بيان للمجموعة البرلمانية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء أنه "بالنظر إلى الحالة التي آلت إليها البلاد، والتزاما من المجموعة البرلمانية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء بتعهداتها أمام الشعب، فإننا نؤكد على الانسحاب من أنشطة البرلمان تماشًيا مع مصالح شعبنا وطموحاته".

وعبّرت الكتلة البرلمانية عن "التزامها بدعم الهبة الشعبية وتثمينها، ودعوة مؤسسات الدولة لضرورة التجاوب الفوري مع المطالب الشعبية، وتحمل مسؤولياتها وعدم الالتفاف عليها".

وفي وقت سابق، أعلنت كتلة "جبهة القوى الاشتراكية" الانسحاب من أنشطة البرلمان، وأعلنت كتلة "حركة مجتمع السلم" و"حزب العمال" أيضا عدم مشاركتها في أية أنشطة نيابية. واعتبرت كتلة "جبهة المستقبل" أن "الظرف يفرض توجه كل المجهود السياسي إلى دعم الحراك الشعبي".

وفي وقت سابق، طلبت كوادر وقيادات الحراك الشعبي ضمن التنسيق السياسي والمدني مع أحزاب المعارضة عدم الانسحاب من البرلمان إلى "غاية اتضاح الموقف النهائي للسلطة من الحراك الشعبي والمبادرات السياسية التي ستطرحها".

أئمة يلتحقون بالحراك

وفي سياق متصل، أعلن أئمة التحاقهم بالحراك الشعبي، إذ قرر المجلس الوطني للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الذي يديره جمال غول، تنظيم وقفة احتجاجية غدا الثلاثاء أمام مقر المجلس الدستوري بالعاصمة، لـ"المطالبة بعدم إقحام المساجد والأئمة في القضايا المختلف فيها عن طريق التعليمات الإدارية التي أدت إلى المساس بقدسية المسجد ومكانة الإمام".

ويأتي موقف الأئمة تبعا لحملة انتقادات طاولتهم هم والمنابر المسجدية خلال الأسبوعين الماضيين، بعد دعوة وإلزام الحكومة للأئمة بإلقاء خطب جمعة تحذر من المسيرات والمظاهرات والفتنة.

ودعا مجلس الأئمة الحكومة إلى "الحرص الجاد على معرفة الأسباب الحقيقية للحراك الشعبي المتزايد، والإصغاء لمطالبه المشروعة، واجتناب سياسة الهروب للأمام".

ذات صلة

الصورة
فارسي سيكون إضافة قوية للمنتخب الجزائري (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يشهد معسكر المنتخب الجزائري الجاري حالياً في مركز سيدي موسى بالعاصمة الحضور الأول للظهير الأيمن لنادي كولومبوس كرو الأميركي محمد فارسي (24 عاماً).

الصورة
إيمان خليف تعرضت لحملة عنصرية أولمبياد باريس 2024 (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصل الوفد الجزائري، أمس الاثنين، إلى البلاد بعد مشاركته في أولمبياد باريس 2024، وكانت الأنظار موجهة بشكل أكبر صوب الثلاثي المتوج بالميداليات.

الصورة
جمال سجاتي بعد تتويجه بالميدالية البرونزية على ملعب ستاد فرنسا، 10 أغسطس/آب 2024 (Getty)

رياضة

اجتمع عدد من سكان بلدية السوقر في مقاطعة تيارت غربي الجزائر في صالة متعددة الرياضات، وهناك نصبوا شاشة عملاقة من أجل متابعة ابن منطقتهم جمال سجاتي (25 عاماً).

الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.