شنت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، في ساعة مبكرة من فجر الخميس، سلسلة غارات عنيفة هزت العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك بالتزامن مع مرور أسبوع على بدء هدنة مفترضة من جانب واحد تلبية لدعوات الأمم المتحدة.
وتأتي الغارات الجديدة قبيل ساعات من إحاطة مرتقبة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن الدولي، من المتوقع أن تركز على مستقبل الهدنة الهشة التي لم يعترف بها الحوثيون، بالإضافة إلى مبادرته التي طرحها على طرفي النزاع اليمني بشأن وقف شامل للحرب.
وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد" إن الغارات استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في منطقة الجراف ومنطقة وادي ظهر بمحافظة صنعاء، بعد غارة مماثلة استهدفت، عصر الأربعاء، الموقع ذاته.
وأشار سكان إلى أن انفجارات عنيفة هزّت كافة مناطق العاصمة، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
ونادرا ما تتعرض العاصمة لغارات من التحالف السعودي الإماراتي، وخصوصا منذ الهدنة غير المعلنة بين السعودية والحوثيين أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، والتي كانت أبرز تفاهماتها تقتضي تجنيب صنعاء أي غارة جوية.
وأكد تلفزيون "المسيرة" الناطق بلسان الحوثيين وقوع غارتين فقط في وادي ظهر، دون ذكر المزيد من التفاصيل، وما إذا كانتا أسفرتا عن خسائر عسكرية أو مدنية، فيما أكد شهود عيان شن غارتين داخل العاصمة لم تتطرق لهما وسائل الإعلام الحوثية.
وأشار التلفزيون الحوثي إلى أن طيران التحالف السعودي الإماراتي شن غارتين، أيضا، على منطقة الأعروش في خولان الطيال بصنعاء، وألقى قنابل ضوئية، بالإضافة إلى غارة وحيدة على مديرية حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران، والتي تعد من أهم خطوط الإمداد الحوثية من صنعاء نحو صعدة والجوف.
وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، اتهم التحالف السعودي الإماراتي جماعة الحوثي بارتكاب 547 خرقا للهدنة خلال أسبوع.
وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن التحالف يطبّق "أقصى درجات ضبط النفس، مع الاحتفاظ بحق الرد المشروع".
وبعيدا عن صنعاء، تشهد محافظة أبين، جنوبي اليمن، توترا كبيرا، إثر تصعيد قوات المجلس الانتقالي الانفصالي، المدعومة من الإمارات، ضد القوات التابعة للشرعية في منطقة شُقرة.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القوات المدعومة إماراتيا دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، من عدن إلى أبين، وهو ما يهدد بانفجار الوضع عسكريا أكثر من أي وقت مضى.
وأعلنت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي أن جهود التهدئة في أبين مع قوات الشرعية فشلت، واتهمت القوات الحكومية بتعزيز مواقعها والدفع بقوات من شبوة إلى منطقة شُقرة.
وبرر الانفصاليون تعزيزاتهم الجديدة، بأنها لصد أي محاولة للشرعية للتقدم نحو العاصمة المؤقتة عدن.
وقالت مصادر إن دوريات تابعة للشرعية تعرضت بالفعل، مساء الأربعاء، لكمائن نفذها انفصاليون موالون للإمارات.
ورعت السعودية اتفاقا بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لكنه بات مهددا بالفشل بعد انتهاء المُدد الزمنية الخاصة بتنفيذ بنوده السياسية والعسكرية والأمنية.