عمليات تسلل "داعش": ثغرات خطيرة تربك أمن المناطق المحررة في العراق

29 مارس 2018
تحتاج القوات العراقية لتقنيات مراقبة حديثة(أحمد الربية/فرانس برس)
+ الخط -

كثّف تنظيم "داعش" الإرهابي أخيراً، من عمليات تسلل عناصره إلى المناطق المحررة، في أغلب المحافظات العراقية، مستغلاً ثغرات لم تستطع القوات العراقية السيطرة عليها، الأمر الذي تسبب بارتباك المشهد الأمني في عدد من المناطق، في وقت بدأت فيه هذه القوات جهوداً لسدّ تلك الثغرات والسيطرة عليها.

وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم "داعش" يسعى لشنّ هجمات في المناطق المحررة، في الموصل وديالى وكركوك وصلاح الدين"، موضحاً أنّ "التنظيم يقوم بعمليات تسلل في تلك المناطق، عبر ثغراتٍ في حدودها، لتنفيذ هجماته".

كما بيّن أنّ "التنظيم بات يدفع بعناصره في عددٍ من المناطق في وقت واحد، لكي يربك أمنها، الأمر الذي تنبهت له القوات الأمنية، وكشفت مخططه، فأعدت خطة لسدّ الثغرات التي ينفذ من خلالها التنظيم لتنفيذ هجماته، خاصة في المناطق المجاورة للمناطق الصحراوية، والتي تضم جيوباً لداعش".

وفي السياق، أكد المصدر العسكري لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات نشرت قطعات إضافية في المناطق التي يسعى التنظيم الإرهابي للتسلل إليها في تلك المحافظات، منفذةً عمليات أمنية لملاحقة جيوبه فيها".

ويحذر مسؤولون عراقيون من خطورة عمليات التسلل التي ينفذها "داعش"، والتي استطاع من خلالها تنفيذ أعمال عنف، أدت إلى ارتباك في المشهد الأمني، مطالبين بخطط عسكرية حاسمة لسدّ الثغرات التي يدخل من خلالها عناصره.

وفي هذا الإطار، قال المقدم في قيادة عمليات دجلة، المسؤولة عن أمن محافظتي ديالى وكركوك، حميد الكرخي، لـ"العربي الجديد"، إن "النشاط الأخير لتنظيم "داعش" في المناطق المحررة، لم يكن من خلال خلايا نائمة كما يقال، بل جاء من خلال عمليات التسلل التي استطاع من خلالها إدخال عناصره الى المناطق المحررة".

ولفت الكرخي إلى أن "هناك ثغرات خطيرة جداً استغلها التنظيم لتسلل عناصره، يتوجب على القوات العراقية السيطرة عليها"، معتبراً أنّ "السيطرة على تلك الثغرات لا تتم عبر نشر القطعات العسكرية فقط، بل نحتاج إلى تقنيات حديثة للمراقبة والرصد، حتى تكون تلك الثغرات تحت أعين القوات الأمنية طوال اليوم".

كما شدد على "أهمية أن توفر الحكومة تقنيات المراقبة الحديثة، حتى لا يضيع النصر الذي تحقق على التنظيم".

ويرى مراقبون أنّ الخروقات التي تشهدها مناطق كركوك والموصل وديالى وصلاح الدين، تؤكد نشاط عمليات التسلل، واستعادة التنظيم الإرهابي لقدراته من جديد، ما يحتم على القوات العراقية وضع حدٍّ لتلك العمليات قبل استفحالها.

 

المساهمون