ترامب لمدير حملته: أنت مطرود

21 يونيو 2016
ترامب لمدير حملته: أنت مطرود (رالف فريسو/ Getty)
+ الخط -
تلاحقت التطورات في معسكر المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية "دونالد ترامب" مطلع الأسبوع، حيث أقال مدير حملته الانتخابية، في وقت تلقّى نبأ نجاته من محاولة اغتيال كاد أن يتعرّض لها السبت الماضي، وأحبطتها الشرطة.


ووجه ترامب جملته الشهيرة "أنت مطرود"، التي كان يستعملها في برنامجه التلفزيوني"المتدرب"، ولكن هذه المرة إلى مدير حملته والعقل المدبر لنجاحاته خلال الشهور الماضية "كوري ليفاندوفسكي"، قائلاً لصاحب الفضل في صدارته لانتخابات الجمهوريين التمهيدية: "أنت مطرود".

ويعتقد بعض المحيطين بترامب أن الأخطاء الصغيرة التي ارتكبها مدير حملته خلال الشهرين الماضيين ساهمت بانحدار شعبية ترامب، فكانت سبباً لطرده.

فقد اتضح أخيراً لوسائل إعلام أميركية ولجمهور الناخبين عدم دقة مزاعم أعلنها ترامب في يناير/ كانون الثاني الماضي بشأن حجم التبرعات التى جمعها للمحاربين القدامى، عندما أعلن أن حملته الانتخابية جمعت 6 ملايين دولار.

في المقابل قال ليفاندوفسكي حينها إنه لا يعلم تحديداً حجم التبرعات، مقدّراً الرقم بأنه لا يتجاوز 4.5 ملايين دولار، وهو ما يعادل 75% من المبلغ الذي فاخر ترامب بجمعه. إلا أنّ ليفاندوفسكي كشف أن النقص كان نتيجة عدم سداد معارف ترامب الأثرياء لالتزاماتهم من التبرعات، وهذا ما يرجح صحة ما ذهبت إليه بعض المصادر الإعلامية الأميركية بأن أقرب المقربين إلى ترامب من أفراد أسرته لعبوا دوراً في طرد مدير حملته الانتخابية.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد قدرت حجم التبرعات الحقيقي بأكثر من 3 ملايين دولار طبقاً لحواراتٍ أجرتها مع قائمة المتبرعين، وهو ما يقل عن تقديرات ليفاندوفسكي نفسه. وفي إخفاق آخر لم يغفر ترامب على ما يبدو لمدير حملته، الشكوى القضائية التي رفعت ضده في مقاطعة "بالم بيتش" بولاية فلوريدا بتهمة الاعتداء على صحافية وإصابتها برضوض أثناء تجمع انتخابي.

ورغم أنّ التهمة أُسقطت بحق ليفاندوفسكي إلا أن الشبهات حول قدرته على التحكم بسلوكه ظلت قائمة حيث إنّ إسقاط التهمة لم يتم إلا لعدم وجود دليل قاطع يكفي لإدانته.

وأعرب ليفاندوفسكي حينها باسم حملة ترامب في بيان، عن امتنان الحملة لإسقاط التهمة عنه، لكنّ الحادثة كانت قد أثارت انتقادات حادة ضد ترامب من خصومه الديمقراطيين. كما أثارت امتعاضاً في معسكر الجمهوريين من قبل قيادات أعربت عن خشيتها من تزايد حدة العنف الناجم من التحريض الكلامي خلال حملات المتنافسين الانتخابية للرئاسة.


نجاة ترامب من الاغتيال

وفي تطور ذي صلة، كشفت السلطات الأميركية في ولاية نيفادا، أن ترامب نجا من محاولة اغتيال كان مخططاً لها أن تتتم السبت الماضي أثناء تجمع انتخابي داخل أحد كازينوهات مدينة لاس فيغاس في 17 يونيو/حزيران الحالي.

وكشفت وثائق القضية أن شاباً يدعى "مايكل سيتفين سانفورد"، اُتهم بالتخطيط للمؤامرة ومحاولة تنفيذها.

وكان المتهم البالغ من العمر (19 عاماً) يتظاهر بالحصول على توقيع أوتوغرافي من ترامب عندما حاول انتشال مسدس من على خصر ضابط شرطة بالقرب منه، لكن عناصر الشرطة قبضوا عليه قبل اقترابه من ترامب.

واعترف ستانفورد للمحققين، بحسب مصادر إعلامية متعددة، أنه كان ينوي اغتيال ترامب، مشيراً إلى أنّ محاولة الاستيلاء على سلاح الضابط، كانت بالنسبة إليه أسرع وسيلة للحصول على أداة القتل دون تحمل مشقة إحضارها من الخارج، والمخاطرة بكشفها أثناء التفتيش.

وتزامنت محاولة الاغتيال مع خطط مزعومة لـ "اغتيال سياسي" يردد المقربون من ترامب أن قيادات جمهورية معارضة له تعتزم تنفيذها خلال مؤتمر الحزب في يوليو/ تموزالمقبل للتخلّص منه سياسياً.

غير أنّ استبعاد ترامب من الترشيح باسم الحزب الجمهوري لن يمنع خوضه السباق الرئاسي حتى النهاية كمستقل، وهو ما هدد به مراراً، في خطوة قد تلحق ضرراً بالجمهوريين إذ إن الرئاسة ستقدم في هذه الحال إلى مرشح الحزب المنافس على طبق من ذهب كون الأصوات الجمهورية سوف تنقسم بين مرشحين اثنين فيما يحافظ الديمقراطيون على تماسكهم.

ويتخوّف مراقبون من أن يتعرّض ترامب للاغتيال فعلاً إن لم يتوصّل المعارضون لترشيحه إلى وسيلة لتصفيته سياسياً وحرمانه قانونياً من الترشح للانتخابات الرئاسية.

وتوازياً تواجه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون السيناريو نفسه حيث تهددها استحقاقات قانونية جعلت من منافسها المهزوم يستمر في السباق رغم خسارته أمامها في الانتخابات التمهيدية، في وقت يأمل ترامب أن يصبح البديل الأنسب لكلينتون إذا ما قرر مكتب التحقيقات الفدرالية التحقيق معها قبل حلول موعد الانتخابات العامة.

ولا يبدو أنّ هناك علاقة بين محاولة الاغتيال وقرار طرد مدير الحملة الانتخابية لترامب، إذ إنّ الأسباب قد تراكمت من وجهة نظر ترامب، وحان الوقت لإيقاف معدل الانحدار في شعبيته، حسب ما تؤكده استطلاعات الرأي العام.

المساهمون