هذا ما رصده ضباط استخبارات عراقيون دستهم الحكومة داخل ساحة التحرير

03 نوفمبر 2019
التحري عن قيادات التظاهرات والتمويل (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
فشلت تحركات استخبارية قامت بها الحكومة العراقية، أخيرا، في العثور على ما يمكن أن يستخدم ضد المتظاهرين في بغداد وجنوبي العراق، بعد حفلة ترويج افتراءات ومزاعم لقيادات سياسية ومليشياوية مرتبطة بإيران تبنّت في مجملها نظرية المؤامرة وربطها بالخارج، في مسعى إلى انتزاع العفوية والشعبية عن التظاهرات العراقية، مثل مزاعم تلقّي المتظاهرين مرتبات من سفارات غربية ومن دولة الاحتلال الإسرائيلي، أو أنهم يرتبطون بقنوات مباشرة مع واشنطن والموساد.

ووفقا لنائب في البرلمان العراقي، فإن "الحكومة زجت عناصر استخبارية في ساحة التحرير قبل عدة أيام، للتحرّي عن قيادات التظاهرات وبعض التفاصيل الأخرى بشأنها"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "تلك العناصر اندست في صفوف المتظاهرين وباتت معهم لعدة أيام كمتظاهرين، ساعية إلى الحصول على أي معلومة حول قادة التظاهرات أو طريقة تلقيهم الطعام وطباعة الأعلام والصور والشعارات واختيار الهتافات، والتأكد من صحة الحديث عن أموال توزع على المتظاهرين، وما إذا كانت هناك جهات توفر لهم الطعام والأغطية والفرش التي يحتاجونها". 

(فيسبوك) 
(فيسبوك) 

 

وأكد النائب أن "التقرير الختامي للاستخبارات يؤكد أنهم بسطاء الشعب خرجوا بعد أن اختنقوا من رائحة الفساد والتردي والفشل"، مبينا أن "الاستخبارات، وبعد عدة أيام من المتابعة والتحري، تأكد لها عدم وجود قيادات، فكل الموجودين قيادات، والغريب في الأمر أن سائق توك توك من عائلة فيها شهيدان بـ"الحشد الشعبي" هو من كان يكتب شعارات تظاهرات كل يوم بسبب ملكته الشعرية".

وأضاف: "لا وجود لأي جهات داعمة للتظاهرات، ولا أموال ولا قنوات اتصال، ولا أي شيء يمكن أن تستند عليه الحكومة أو القوى الرافضة للتظاهرات"، مضيفا أنه "ضمن المعلومات وجدوا أن وجبة عشاء وغداء قدمت في ساحة التحرير من موكب حسيني، وهي عبارة عن قيمة (وهي أكلة عراقية تطهى في المواكب الحسينية)، وقد مضى على طهيها عدة أيام، وجرى تسخينها أيضا عدة أيام"، مؤكدا أن "هناك مواطنين، وبينهم سيدات، يأتون للتبرع لهم لشراء طعام أو بطاقات إنترنت ورصيد هاتف وطباعة أعلام وشراء كمامات دخان وغيرها، مثل قود عربات التوك توك"، وأكد أن "التقرير الذي رفعه عناصر الاستخبارات إلى الحكومة أكد تلك التفاصيل، ونفي وجود أي جهات خارجية تحرك التظاهرات". 

(فيسبوك) 
(فيسبوك) 

 

وأكد ناشطون مدنيون أن "ديمومة وقوة التظاهرات تؤكد للجميع بما لا يقبل الشك، أنها تظاهرات شعبية حرة، بدليل أنها لا تمثل أي جهة تدين بالولاء لأي دولة أخرى، فهي تمثل الشعب الواحد بكل أطيافه". 

 

وقال الناشط رامي الخفاجي، لـ"العربي الجديد": "لا نخشى وجود العناصر الاستخبارية داخل ساحة التحرير، كوننا نعلم يقينا أن تظاهراتنا عراقية شعبية وطنية، وهي صحوة الشعب وانتفاضته على الأحزاب التي سعت إلى زرع الفتنة والفرقة، لم ولن يتم اختراقها من أي جهة، فهي لُحمة الشعب الواحد، وإرادة صوت واحد"، مبينا أنه "لو كانت هناك أي جهة دولية أو إقليمية تدعم المتظاهرين لفقدت التظاهرات صفة الشعبية، ولأصبحت تمثل جهة أو طائفة، فلا توجد دولة تدعم كل الشعب، بل دعم لتفرقة الشعب، وهذا أمر لا يوجد في تظاهرات اليوم". 

ودعا الخفاجي الحكومة والأحزاب الطائفية والعنصرية إلى "الرحيل خارج أسوار العراق، فالشعب قد نبذهم إلى غير رجعة"، كاشفا عن أن "عناصر من أحزاب مثل الدعوة والمجلس الأعلى وبدر دست عناصرها، وكنا نعرف بعضهم وتركناهم بحريتهم يمضون عدة أيام ويرحلون، فلا يوجد شيء نخفيه".

(فيسبوك) 


مفوضية حقوق الإنسان، التي نشرت لجانا خاصة في ساحات التظاهر لمتابعة الانتهاكات، أكدت أن التظاهرات هي "تظاهرات عراقية"، في إشارة إلى شعبيتها.

وقال عضو لجنة الرصد في المفوضية محمد التميمي، لـ"العربي الجديد": "عملنا هو رصد الانتهاكات في ساحات التظاهرات، لكن تواجدنا الموقعي في ساحات التظاهر أكد لنا أن التظاهرات الحالية أول تظاهرات عراقية حقيقية يشارك فيها العراقيون يقتلون ويصابون ويتعبون ويضربون ويختنقون بالغاز من أجل العراق ولا شيء غيره"، مضيفا أن "شعار "نريد وطن" تعبير حقيقي عنها.


المساهمون