تستعد تسع مدن جنوب العراق، اليوم الأحد، لتظاهرات جديدة، قال ناشطون إنها مستمرة، لعدم ثقتهم بوعود رئيس الحكومة حيدر العبادي، معتبرين أن إنهاء الاحتجاجات الحالية، يعني أن آخر آمال التغيير الإيجابي في العراق ستتلاشى.
وقال الناشط في تنسيقية تظاهرات البصرة، غانم الشيخ، لـ"العربي الجديد"، إنّ "البصرة وميسان والنجف وكربلاء وبابل والمثنى والقادسية وذي قار وواسط، ستخرج مساء اليوم في تظاهرات موحدة، احتجاجاً على تردي الخدمات، في عموم البلاد"، مبينا أنّ "المتظاهرين لا يثقون بوعود الحكومة، والتي تحاول امتصاص غضب الشارع، من خلال وعود من دون تنفيذ".
وأكد الشيخ أنّ "التظاهرات ستنطلق مساء اليوم رغم الإجراءات الأمنية التي تسعى الحكومة من خلالها إلى تعطيل ومنع خروج المتظاهرين"، مشدداً على أنّ "التنسيق مستمر بين جميع المحافظات، بما فيها بغداد"، وعلى "سلمية التظاهرات المطالبة بحقوق مشروعة للشعب العراقي".
ودعا الناشط في تنسيقية تظاهرات البصرة حكومة العبادي إلى "توجيه قواتها الأمنية إلى عدم الاحتكاك بالمتظاهرين، ومحاولة منعهم من التظاهر، أو إطلاق العيارات النارية في اتجاههم".
من جهتها، أكدت تنسيقية تظاهرات محافظة المثنى، تنظيم تظاهرة واسعة للانطلاق بها مساء اليوم. وقالت التنسيقية، في بيان صحافي، إنّ "الوعود التي أطلقها العبادي هي جزء من مطالبنا، ولكن لم تلب طموح أبناء المحافظة".
ولفتت التنسيقية إلى أنّ "الوفد الذي التقى العبادي مساء أمس لا يمثلنا"، مشيرة إلى أنها "تعد لتظاهرة واسعة اليوم"، وأنّ مسارها "سيحدد بالتنسيق مع قيادة شرطة المحافظة والأجهزة الأمنية".
ومع الاستعداد للخروج في تظاهرات، يبقى احتمال وقوع صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين وارداً، إذ أعلنت وزارة الصحة، من خلال المتحدث باسمها سيف البدر، إعداد خطة طوارئ خاصة، مؤكداً، في تصريح إذاعي، أنّ "الخطة الشاملة تضمنت تهيئة سيارات الإسعاف وكوادر العمليات الطارئة من الأطباء والممرضين، فضلاً عن توفير خزين استراتيجي من أدوية الحالات الطارئة وقناني الدم"، وموضحاً أن "الخطة سيتم تحديثها كل ساعتين بالتنسيق مع خلية الأزمة".
ويرى سياسيون أنّ التظاهرات الشعبية في العراق، آخذة نحو التصعيد باتجاه رفض أي رئيس حكومة من "حزب الدعوة".
وفي هذا الصدد، قال عضو البرلمان الأسبق، حسن العلوي، في تصريح صحافي، إنّ "الشعب يبحث من خلال التظاهرات عن رئيس حكومة قدير وخبير وصاحب قرار وشخصية قوية وخارج حزب الدعوة"، معتبراً أن "هذه الصفات لا تتوفر في رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي"، ومؤكداً أن "التظاهرات ستأخذ في التصاعد نحو هذا الاتجاه".
وكانت الحكومة العراقية قد دفعت بتعزيزات عسكرية إضافية إلى محافظات جنوب العراق، ومنها البصرة وذي قار وميسان، في محاولة للحد من اتساع التظاهرات، في وقت تثار فيه مخاوف من تجدّد الصدامات بين المتظاهرين وتلك القوات.