مصر تدعم قوات حفتر بأنظمة تشويش ورؤية ليلية

17 ابريل 2019
استقبل السيسي الأحد حفتر في القاهرة (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية مسؤولة لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة قدّمت أخيراً مساعدات عسكرية للواء الليبي خليفة حفتر، في إطار دعمه في العملية العسكرية التي يقودها لاقتحام العاصمة طرابلس الواقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً. 
وبحسب المصادر، فإن القاهرة "سعت لتقديم العون لحفتر، ولكنها في السياق ذاته رفضت تزويده بأسلحة هجومية، أو تنفيذ طلعات جوية بالطيران الحربي المصري أو استخدام قواعدها الجوية في المنطقة الغربية العسكرية لتنفيذ هجمات ضد طرابلس، في ظل تواصل الرفض الدولي لعمليات حفتر". وكشفت المصادر أن "المساعدات التي قدّمها النظام المصري لقوات حفتر، تضمّنت أنظمة رؤية ليلية، وذلك في ظل الخسائر التي تعرّضت لها قواته بسبب الهجمات المرتدة الليلية والتي أسفرت عن خسارته مواقع سبق أن تمكّن من السيطرة عليها". وأضافت المصادر أن المساعدات "تضمّنت دفع القاهرة بسفن تشويش بالقرب من سواحل طرابلس للحد من الطلعات الجوية للطيران الموالي لحكومة الوفاق". وكانت القوات التابعة لحكومة الوفاق قد تمكّنت من إسقاط مقاتلة حربية تابعة لحفتر، أثناء تحليقها لتوجيه ضربات إلى أحياء العاصمة.

كما كشفت مصادر غربية في العاصمة المصرية، عن مطالبات رسمية من جانب الاتحاد الأوروبي وإيطاليا، للجانب المصري بعدم التورط في الهجوم على العاصمة الليبية، أو الدفع بأسلحة هجومية مصرية لدعم عناصر حفتر"، لافتة إلى أن "الغرب تقبّل تلك المساعدات المصرية والإماراتية في وقت سابق، عندما كانت المعركة موجّهة من قِبل حفتر نحو المجموعات المتطرفة، سواء في درنة أو بنغازي أو الجنوب الليبي، ولكن الوضع مختلف تماماً هذه المرة، إذ إن الهدف في تلك المعركة هو أحياء مدنية وحكومة مدنية شرعية".


وبرزت أمس الثلاثاء زيارة السيسي إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية الواقعة في المنطقة الغربية العسكرية، المتاخمة للحدود مع ليبيا، حيث تفقد الإجراءات العملية، طالباً رفع الكفاءة القتالية.
وكان حفتر قد زار القاهرة الأحد الماضي، حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، بحضور مدير جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل. ووصف مراقبون تلك الخطوة بأنها بمثابة دعم سياسي لتحركات حفتر، بينما أكدت مصادر دبلوماسية مصرية في وقت سابق أن تلك الخطوة جاءت بناء على تعليمات سعودية للقاهرة، في إطار الدعم السعودي الكبير لحفتر أخيراً. وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير راضي، فإن السيسي "أكد دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والمليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي في كافة الأراضي الليبية، وبما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة، والبدء في إعمار ليبيا والنهوض بها في مختلف المجالات تلبية لطموحات الشعب الليبي العظيم".

يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، عن مشروع قرار بريطاني جديد في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة على أبواب طرابلس. ويدعو مشروع القرار الأطراف السياسية المتصارعة إلى التعاون مع جهود المبعوث الأممي غسان سلامة للوصول إلى إنهاء الحرب في أنحاء البلاد. وفي السياق ذاته، كان سلامة قد حذر في وقت سابق من حدوث انقسام دولي بشأن ليبيا قد يزيد من تعقيد الأمور، ووصف الأمر بأنه قلق من الانقسام في مجلس الأمن أكثر من القتال على الأرض.

المساهمون