"فاينانشال تايمز": متى يقطع الغرب العلاقات الدبلوماسية مع السيسي؟

23 يونيو 2015
دعوة الغرب لإعادة النظر في انفتاحه على السيسي(فرانس برس)
+ الخط -

مازال القمع وخنق الحريات بمصر في ظل نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، يشغل كبرى الصحف العالمية، إذ حذّرت صحيفة "فاينانشال تايمز" من مغبة قيام الغرب بالانفتاح على الرئيس المصري، موضحةً أنّ العلاقات الدبلوماسية مع نظامه، لا ينبغي أن تستمر إذا واصل قتل وسحق معارضيه.

الصحيفة البريطانية أوضحت أنّه بعد مرور عامين على الانقلاب العسكري الذي شنّه في مصر، أضحى عبد الفتاح السيسي يلقى الترحيب داخل العواصم الغربية، رغم الانتقادات الموجّهة للانتهاكات التي يقترفها في مجال حقوق الإنسان، واستفراده بالحكم، مشيرةً إلى أنه حظي الشهر الماضي باستقبال المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، فيما اتضح مؤخراً أنه سيلتقي برئيس الوزراء البريطاني في وقتٍ لاحق من هذا العام.

واعتبرت الصحيفة أن المعاملة التي يحظى بها السيسي في الغرب ليست مفاجئة في شيء، من بعض الجوانب على الأقل، وذلك في ظل إعطاء السيسي عن نفسه صورة الزعيم العربي الذي يقود الحرب ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش"، وهو ما يرضي المسؤولين عن الملف الأمني بالغرب.

اقرأ أيضاً: "واشنطن بوست": مع السيسي القمع يخنق المجتمع المدني


في المقابل نبّهت "فاينانشال تايمز" من أنه يتوجب على القادة الغربيين التفكير ملياً، قبل التقرب أكثر من نظام الماريشال السابق، عبد الفتاح السيسي، الذي يحاول جاهدا القضاء على معارضيه، لاسيما جماعة الإخوان المسلمين، ويملأ السجون بالمعتلقين بأعداد غير مسبوقة في مصر.

كما ذكر المقال أن ما يزعج حقاً هو عقوبة الإعدام التي صدرت مؤخراً في حق الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، المنتخب بطريقة شرعية، والذي انقلب عليه السيسي في 2013.

ومما جاء في المقال أنّ ما ينبغي أن يحذر منه الغرب، هو أنّ القمع الشديد الذي يمارسه السيسي قد يجعل المعارضين السياسيين يتبنّون مواقف راديكالية، وهو ما قد يدفعهم إلى سلوك طريق العنف.

إلى ذلك، أشار مقال "فاينانشال تايمز" إلى أنّ "الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها، يبرزون في طريقة تعاملهم مع مصر قدراً كبيراً من قصور النظر، وتبني المواقف المتضاربة"، موضحاً أنهم سعوا على امتداد عدة عقود لإقامة علاقات جيدة مع الرئيس حسني مبارك، معتقدين أن العالم العربي في مأمن بين أيدي رجل قوي مثله وطيّع للغرب.

وأوضح المقال أنه "بعد ثورة ميدان التحرير في 2011، تخلى الغرب بسرعة عن مبارك وسعى لإقامة العلاقات مع الإخوان المسلمين. لكن مع وصول السيسي إلى السلطة، ارتد الغرب إلى نفس الوضع القائم سابقا مع العودة لنفس المعادلة المتكاسلة، التي تربط بين التيوقراطية والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط".

في المقابل، أوضحت صحيفة "فاينانشال تايمز" أنّ الغرب لا ينبغي أن يقبل على الرئيس السيسي فقط، لأنه وضع حدا لحالة الفوضى التي كانت تمر بها البلاد، مبرزةً أنه في فترة حكمه أصبح الحكم في مصر يمارس بحريات أقل، وازدراء للمؤسسات الأساسية.

وذكر مقال الصحيفة أنّه في ظل نظام الحكم الحالي بمصر، الدكتاتوري الذي تجتمع فيه السلطات في يد شخص واحد، وصل القمع لمستويات لم تشهدها مصر طيلة القرن الماضي، حتى في فترة حكم جمال عبد الناصر.

مقال "فاينانشال تايمز" شدد على أنّه يتعين على قادة الغرب أن يوضحوا للسيسي بأنه سيستحيل التعامل معه إذا تم تنفيذ عقوبة الإعدام في حق الرئيس محمد مرسي، وباقي القياديين بجماعة الإخوان المسلمين. كما أضاف بأنه يتعين عليهم ممارسة ضغوط عليه لإيجاد تسوية مع المجموعات المعارضة وخلق انفتاح على المجتمع المدني.

وختم بالقول إن مصر في حاجة لإيجاد طريق بين التطرف والدكتاتورية، وفي حال فشلها في ذلك، فإن حكم السيسي سيؤدي فقط إلى خلق الفوضى التي يحاول احتواءها.

اقرأ أيضاً: "ذي إيكونوميست": السيسي أسوأ من مبارك في القمع

المساهمون