مستوطنون يقتحمون الأقصى ويعتدون على فلسطينيين جنوبي القدس

31 مايو 2017
اقتحم أكثر من 250 مستوطناً الأقصى (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -




اقتحم أكثر من 250 مستوطناً، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، وسط تزايد اعتداءاتهم على الفلسطينيين، منذ بداية شهر رمضان.

وقال أحد مسؤولي الحراسة في المسجد الأقصى، وقد فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّه "منذ الساعة السابعة والنصف، صباح اليوم الأربعاء، ولغاية الساعة الحادية عشرة، وهي الفترة المخصصة لبرنامج السياحة الأجنبية، اقتحم قرابة 250 مستوطناً، باحات الأقصى".

ولفت إلى أنّ أكثر من 250 مستوطناً اقتحموا، أمس الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى، وقاموا بأداء طقوس عند بواباته، بحماية شرطة الاحتلال الخاصة، ما رفع من وتيرة التوتر والصدام بين مسؤولي الأوقاف والحراس والمواطنين من جهة، والمستوطنين وجنود الاحتلال من جهة أخرى.

وقال مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاقتحامات الواسعة منذ مطلع شهر رمضان، "تمثّل قمة الاستفزاز والاستهتار بمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم"، محمّلاً سلطات الاحتلال تبعات "هذا التصعيد الخطير".

وأضاف الخطيب، أنّ "مثل هذه الاقتحامات، وعلى هذا الحجم الواسع، لم تكن لتحدث قبل عامين خلال الشهر الفضيل، إذ كان لا يُسمح للمستوطنين القيام بها، كي لا يتم الاصطدام مع المسلمين. لكن ما يحدث منذ عامين يشير إلى نية واضحة لهذا التصعيد، والاستهتار بالواقع الذي كان سائداً قبل ذلك".

وجدد مدير عام أوقاف القدس، دعوة أطلقها قبل يومين، في حديث مع "العربي الجديد"، لإعادة العمل بترتيبات زيارة المسجد الأقصى، من قبل السياح الأجانب واليهود، قبل العام 2000.

يُذكر أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وبالتزامن مع اقتحامات الأقصى الأخيرة، منذ أول رمضان، قد صعّدت من إجراءاتها ضدّ الحراس، بالاعتداء على أحدهم واعتقال ثلاثة منهم، وإبعادهم عن عملهم، في دائرة الأوقاف العامة.

اعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين في سلوان 

وليس بعيداً عن المسجد الأقصى، وإلى الجنوب منه، ارتكب مستوطنون بأعداد كبيرة، اعتداءات واسعة بحقّ ممتلكات فلسطينيين، تخلّلها تحطيم مركبات، ورشق منازل بالحجارة.

وأسفرت اعتداءات المستوطنين، عن إلحاق أضرار بعشرات المركبات والمنازل، بينما حاول المقدسيون الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم، قبل أن تمنعهم قوات الاحتلال بالقوة.

وقال مجد غيث من "مركز معلومات وادي حلوة"، وهو مؤسسة مقدسية ترصد اعتداءات المستوطنين في القدس وسلوان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أعداداً كبيرة من المستوطنين انتظموا في مسيرة اجتاحت البلدة، احتفاء بما يسمى عيد (نزول التوراة)".

وأضاف أنّ "المسيرة تحوّلت إلى اعتداءات من قبل المستوطنين، وتحطيم مركبات الفلسطينيين أمام منازل أصحابها، في حين تعرّضت هذه المنازل للرشق بالحجارة، وسط صرخات هستيرية وهتافات عنصرية ضد العرب".

ولفت إلى أنّ ذلك "حصل بحضور قوات الاحتلال التي لم تتدخل لمنع الاعتداءات وتوقفها، ما دفع الأهالي للخروج من منازلهم للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم".

وكانت البلدة القديمة في القدس، قد شهدت بدورها أحداث استفزاز للفلسطينيين من قبل مستوطنين، وهم في طريقهم إلى حائط البراق، إذ حاول شبان التصدّي لهم، ووقعت اشتباكات بالأيدي، لا سيما في شارعي السلسلة والواد.


على صعيد آخر، نجا سائق مقدسي، يعمل على خطوط حافلات شركة "إيغد" الإسرائيلية، ويدعى عمار النتشة (37 عاماً)، من حي رأس العامود في القدس، قبل يومين، من الموت، بعد تعرّضه لاعتداء عنيف بالضرب، ورشه بغاز الفلفل، من قبل ثلاثة مستوطنين، إثر توقف الحافلة التي كان يقودها بالقرب من "مباني الأمة"، في القدس الغربية.

وروى النتشة، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل الاعتداء عليه، مشيراً إلى أنّ المعتدين كانوا استقلّوا الحافلة بالقرب من باب المغاربة، إحدى بوابات المسجد الأقصى، التي تسيطر عليها إسرائيل منذ احتلالها للقدس، وبعد وصولها إلى محطتها الأخيرة، فوجئ بالمعتدين ينهالون عليه بالضرب ورشه بغاز الفلفل، ما أفقده توازنه، في حين فرّ المعتدون من المكان.

وقال النتشة، وهو أب لستة أبناء، إنّ أحد المعتدين، وفيما بدا أنّها محاولة منه للتأكد من هويته كسائق، بادره قبيل انطلاق الحافلة بالقول "رمضان كريم"، وبعد الاعتداء عليه سمعه يقول "كل عام وأنت بخير".

وتزامناً، شهد مخيم قلنديا شمالي القدس، مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال، وذلك تلبية لنداء نشطاء من سلوان لنصرتهم، في مواجهة اعتداءات المستوطنين على أهالي البلدة.

واقتحمت قوات الاحتلال، حي الصوانة شمالي سلوان، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين، بعد ادعائها بتعرّض مركبات مستوطنين للرشق بالحجارة، لدى مرورها وسط الحي باتجاه البؤر الاستيطانية هناك.

كما اعتقلت قوات الاحتلال، خمسة فلسطينيين، من بلدة العيسوية شمال شرقي القدس بعد اقتحامها للبلدة، حيث سبق ذلك مواجهات مع قوات الاحتلال، ليرتفع عدد المعتقلين من أبناء البلدة في غضون 48 ساعة إلى نحو 20 شاباً وفتى.