تحدّى الأسير الفلسطيني وليد دقة، الذي مضى على اعتقاله 34 عاماً في سجون الاحتلال، قرار سجانيه بعزله في سجن مجدو، فوجّه رسالة حصلت "العربي الجديد" على نسخة منها وستنشرها كاملة بخط يده، وضع فيها تصوره لمواجهة الخطة الأميركية ــ الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن". واعتبر دقة في رسالته، أن قرار الاحتلال بعزله، هدفه الوحيد التنكيل به ومحاولة إفساد فرحته بولادة ابنته ميلاد التي رُزق بها أمس من نطفة مهربة من معتقله، ودعا المؤسسات الحقوقية إلى الكشف عن وضعه في سجنه.
ورأى دقة أنّ الفلسطينيين لا يملكون "رفاهية اليأس" إزاء "صفقة القرن"، وأشار إلى أن مواجهة "الصفقة" تعني "إعلان حالة طوارئ وطنية لتجنيد كل فعل أو طاقة جماعية أو فردية". ووضع دقة ما يشبه تصوره لخريطة طريق لمواجهة صفقة القرن، والتي تترجم بـ"تجاوز كل الخلافات السياسية التي أنتجت وغذت الانقسام الفلسطيني، وتشكيل لجنة طوارئ قيادية دائمة الانعقاد من كافة الفصائل ولا سيما من الشتات".
رسالة الأسير وليد دقة
أما على المستوى الفلسطيني في الداخل المحتل (عام 1948)، فقد اقترح دقة خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة (2 مارس/آذار 2020) تحت شعار "ذاهبون للتصويت لإسقاط صفقة القرن موحدون كفلسطينيين لإسقاط حكومة اليمين (...) وذلك عبر رفع نسبة التصويت للقائمة المشتركة". وشدد دقة، في سياق دعوته إلى التصويت العربي بكثافة للقائمة المشتركة، على أهمية فعل ذلك "لا لمنح البرلمان الصهيوني شرعية، بل لإسقاط التشريع الصهيوني الذي يهدف إلى تدمير القضية الفلسطينية وشطب روايتنا التاريخية". وخاطب الأسير الفلسطيني الناخبين المحتملين من أهله في انتخابات الكنيست، بالقول إن "صوتكم هو حجر آخر وضروري في هذه المرحلة في الحائط الذي يشيده مجمل نضال شعبنا الفلسطيني في وجه صفقة القرن أو في مواجهة أي ائتلاف يميني جديد قد يتشكل".