محنة مواطني مناطق المعارضة السورية

20 نوفمبر 2016
يعامل السوريون في دول الجوار كعبء ثقيل (محمد صالح/الأناضول)
+ الخط -
تحول المدنيون السوريون الذين انحازوا للثورة أو شاءت الأقدار وجودهم ضمن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وبحكم الإرادة الدولية، إلى أهداف مشروعة لتصفية الحسابات بين الأطراف الدولية المتصارعة على سورية، لا سيما تلك المؤيدة للنظام، ليتلقوا كل أنواع الموت وبأشد الأسلحة فتكاً، من دون السماح لهم حتى بحق اللجوء إلى أي مكان في العالم. كل الحدود مغلقة في وجوههم، وكل المناطق التي من الممكن أن يلجأوا إليها داخل سورية إما أنها أهداف للقصف أو أنها مناطق تتعامل معهم كأعداء. أما الذين نجحوا بالهرب من الموت الى إحدى دول الجوار فيتم التعاطي معهم كعبء ثقيل ويتم التضييق عليهم بشتى أنواع المعاملة السيئة.
ففي تركيا التي تعد أفضل دول الجوار معاملة للسوريين، لا يزال هناك أعداد منهم لا يمتلكون بطاقة حماية "كملك" في الوقت الذي تمتنع الحكومة التركية عن منحهم تلك البطاقة منذ مدة. أما الذين يمتلكون البطاقة فممنوع عليهم الذهاب خارج حدود الولاية التي يعيشون فيها من دون إذن سفر، وهو إجراء لا تمنحه كل الولايات التركية، وفي حال فكر السوري المقيم في تركيا في استخراج إقامة سياحية في البلد، فيجب أن يكون قد دخل البلد بشكل نظامي علماً أن حدودها البرية لا تزال مغلقة. وفي حال أتى جواً فعليه التسجيل بانتظار دور لا يأتيه إلا بعد انقضاء المدة القانونية لاستخراج الإقامة ليعلق داخل البلد من دون أن يتمكن من مغادرتها إلا إذا غادر بلا رجعة.
الكثير من السوريين يفكرون بالمغادرة من تركيا إلى لبنان (لا يحتاج إلى فيزا حتى الآن)، إلا أن السلطات اللبنانية أصدرت قراراً بإعادة كل سوري لم يخرج من سورية بشكل نظامي، الأمر الذي يؤدي إلى أن يعلق في المطارات كل السوريين الذين دخلوا تركيا عبر المعابر البرية ويريدون مغادرتها إلى لبنان من دون أن يكونوا قد حصلوا على إقامة فيها، ومن دون أن تستقبلهم أية دولة. فتركيا لا تستقبلهم من دون حصولهم على فيزا، ولبنان لا يستقبلهم لأن لديه قراراً بعدم استقبال أي سوري لم يخرج بطريقة نظامية من سورية، ولا يبقى أمام عشرات العالقين في المطارات سوى واحد من خيارين: إما المغادرة إلى سورية أو البقاء رهن الاحتجاز في المطار.

المساهمون