حملة من حلفاء إيران في كردستان العراق لتقسيم الإقليم

21 يوليو 2015
دعا البرزاني المطالبين بالتقسيم للعيش في مكان آخر(فرانس برس)
+ الخط -
لم تشفع إجازة عيد الفطر في إيقاف سلسلة الأزمات الداخلية السياسية في إقليم كردستان العراق. فبعد أزمة الصراع على كرسي الرئاسة ورفض التجديد للرئيس الحالي مسعود البرزاني، وردود أفعال بعض الأحزاب السياسية الإسلامية المعترضة على ما تصفه بالانفتاح غير الشرعي في المجتمع، تظهر اليوم أزمة جديدة تكمن في مطالبة أحزاب في البرلمان الكردي بتقسيم الإقليم إلى منطقتين إداريتين منفصلتين، هما السليمانية وأربيل. واعتبرت الأحزاب أن خيار التقسيم أفضل الحلول الموجودة لتجاوز المشاكل الخدماتية والسياسية وحتى الأمنية. وأتت ردود الفعل قوية من رئيس الإقليم مسعود البرزاني، حيال تلك الدعوات، كانت أبرزها، إعلانه يوم السبت، عبر التلفزيون الكردي بأنّ "على مروّجي تلك الفكرة، البحث عن مكان آخر لهم غير كردستان".

وكان رئيس مجلس محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق (أكبر منصب في المحافظة الكردية المجاورة لتركيا وإيران)، هفال أبو بكر، المنتمي إلى "حركة التغيير" المقربة من إيران، هو أوّل من طرح فكرة التقسيم مطلع شهر يوليو/تموز الحالي، بحجة "وجود ضعف في تقديم الخدمات". وتوالت بعدها دعوات لأحزاب أخرى، أبرزها "الاتحاد الوطني" بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني الحليف لإيران أيضاً و"الاتحاد الإسلامي". وقال أبو بكر في حوار تلفزيوني، إنّ "الحكومة في الإقليم لا توفّر الكميات التي تحتاجها محافظة السليمانية من المشتقات النفطية والكهرباء، مقارنة بالمناطق الأخرى. وربما سيدفعهم ذلك، إلى المطالبة بتحويل السليمانية إلى إقليم مستقل، وتقسيم إقليم كردستان".

وعلى الرغم من أنّ أي طلب رسمي لم يقدّم إلى البرلمان الكردي، (أعلى سلطة تشريعية في الإقليم، وفقاً للدستور الداخلي)، إلّا أن الدعوات تصاعدت، ما دفع بمعارضيها إلى اعتبارها ورقة إيرانية تضاف إلى الأوراق الأخرى التي تلعب فيها إيران للضغط على البرزاني.

اقرأ أيضاً: كردستان العراق توقع مذكرة لتبادل السجناء مع إيران

ويقول القيادي الكردي في الحزب الديمقراطي، مصطفى حاجي لـ"العربي الجديد"، إن "من أوجه الضغوط الإيرانية على الإقليم هو توجيه الأحزاب الموالية لها بالتحرك من خلال البرلمان، لإثارة مشاكل وأزمات مفتعلة أو قديمة مرّ عليها الزمن، بهدف تعزيز نفوذ طهران في الإقليم، بعد الضغط على حكومة الإقليم، على غرار ما هو قائم في بغداد".

ويرى الكاتب السياسي الكردي، ريبوار كريم، (أحد المقربين من رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان البرزاني) أنّ "تقسيماً إدارياً لإقليم كردستان، ربما يؤدي إلى التخلص من الضغط الإيراني". ويبرّر كريم في مقاله في إحدى الصحف الكردية، تأييده لفكرة التقسيم الإداري نظراً للخلافات الموجودة بين الأحزاب السياسية، وخصوصاً الأحزاب المصنّفة على المحور الإيراني مع أكبر الأحزاب السياسية في الإقليم، وهو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" برئاسة مسعود البرزاني. ويضيف كريم إلى ذلك، ما يسميه "التدخلات الإيرانية في تحريض حلفائها في الإقليم على افتعال المشاكل في أكثر من مجال".

في المقابل، ترفض آراء ومواقف عدة فكرة تقسيم الإقليم، أبرزها، تلك التي صدرت عن الرئيس مسعود البرزاني، الذي دعا أنصار الفكرة إلى البحث عن مكان آخر لهم. ونقل بيان لرئاسة الإقليم صدر السبت، قوله "يبدو أنّ الذين يتحدثون عن التقسيم، لا يتعظون من التاريخ، وكل تضحيات شعبنا لم تكن من أجل تقسيم كردستان، ويجب أن لا يتم تداول الفكرة حتى في الخيال". وأضاف البيان، "لا أحد يستطيع تقسيم كردستان، ومن لا يرضى بالإقليم موحداً وبإدارة واحدة فيه، فليبحث له عن مكان آخر يعيش فيه". ومضى قائلاً: "من العجيب، وفي الوقت الذي تلوح فرصة ذهبية للأكراد من أجل النصر والوصول إلى القمة، نرى أشخاصاً يتحدثون عن التقسيم". واختتم البرزاني كلامه في البيان، "بين التبعية للأعداء وبين الاستقلال، لن نختار قطعاً التبعية، لأن تضحيات شعبنا عبر التاريخ لم تكن من أجل العيش تَبَعيّين تحت سيطرة الآخرين".  

اقرأ أيضاً: حكومة "كردستان العراق": الاتفاق النووي سيسهم بتعزيز علاقتنا بطهران

المساهمون