ليس غريباً أن نجد المهن الصعبة، والتي لا تخلو من مخاطر في فرنسا وفي غيرها من الدول الغربية، من العمل في المناجم وفي سكك الحديد أو تشييد الميترو والعمارات، غالباً ما يتصدى لها المهاجرون، ومن بينهم المهاجرون المغاربيون. وهذا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وإذا كانت الظروف في حينه شاءت أن يكون حضور هؤلاء العمال المهاجرين غير مرئيّ، وأن تكون البطالة شبه منعدمة، فليس هو الحال الآن.
المناجم توقفت، والبطالة أصبحت مزمنة ومرتفعة، خاصة بين شرائح من الفرنسيين المتحدرين من الهجرة، والذين يعانون من تمييز صريح في عالم الشغل.
وقبل سنوات عديدة، وتحت رئاسة جان- بول بايلي (1994-1999)، صاحب مقولة "يجب على عُمال النقل أن يشبهوا زبائنهم" انفتحت المصلحة المستقلة للنقل الباريسي على هذه الشريحة فاستقبلت أعداداً كبيرة منهم، في إطار ما يسمى بـ"سياسة الانفتاح على التنوع"، أو "التمييز الإيجابي". فلم يَعُد يغيب على أنظار أي زائر أو راكب في الميترو الباريسي أو الترام أو الباص منظر سائقين أو مفتشين من أصول عربية وأفريقية.
ولكن الاعتداءات الإرهابية التي ضربت وتضرب فرنسا منذ سنتين، والتي أثَّرَت، سلباً، على الوجود الإسلامي في فرنسا، أصابت هذا القطاع أيضاً، في صميمه.
اقــرأ أيضاً
الكلّ يتذكر، واليمين الفرنسي وأيضاً الفرنسيون من ذوي التوجه الصهيوني يُشهرون صورة "سامي عميمور"، أحد سائقي الباصات، الذي شارك في الهجوم الإرهابي على مسرح باتكلان في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وإذا كان المنطق يقول، إن كل مواطن مسؤول عن عمله، فقط، إلا أن دوائر كثيرة تتحدث، من خلال مثاله، عن "رمز لفشل سياسة التشغيل في الأحياء الشعبية".
والحقيقة أن هذا التعميم لا يتم التعبير عنه إلا حين يتعلق الأمر بمسلمين في فرنسا. علماً أن شغل مسلمين، وأبناء مهاجرين وظائف في قطاع النقل، لم يَرُق كثيرين في فرنسا، خاصة من أنصار اليمين المتطرف. فقبل سنوات، أقدمت سائقة فرنسية، جيسلين دومينيل، على نشر كتاب "محمد (النبي) يسوق، والشريعة بالمرصاد"، تتحدث فيه عن "أسلمة قطاع النقل الباريسي". وتفسر العملية من خلال "تواجد موظفين ملتحين، يصلون ويصومون رمضان، ولا يصافحون ولا ينظرون إلى وجوهنا".
وتبع هذا الكتاب صَخبٌ إعلاميّ حاد، حاول أن يشكك في اندماج هذه الشريحة مع زملائهم الفرنسيين غير الفرنسيين، لولا أن النقابات وفعاليات اليسار والإدارة، أيضاً، كانت حاضرة لمؤازرة هؤلاء الموظفين، وإفشال هذه المؤامرة الجديدة.
وهذا التوتر الحاد، هو صورة مصغرة للنتائج الكارثية التي تسببت فيها العمليات الإرهابية في الغرب.
اقــرأ أيضاً
وإذا كانت الظروف في حينه شاءت أن يكون حضور هؤلاء العمال المهاجرين غير مرئيّ، وأن تكون البطالة شبه منعدمة، فليس هو الحال الآن.
المناجم توقفت، والبطالة أصبحت مزمنة ومرتفعة، خاصة بين شرائح من الفرنسيين المتحدرين من الهجرة، والذين يعانون من تمييز صريح في عالم الشغل.
وقبل سنوات عديدة، وتحت رئاسة جان- بول بايلي (1994-1999)، صاحب مقولة "يجب على عُمال النقل أن يشبهوا زبائنهم" انفتحت المصلحة المستقلة للنقل الباريسي على هذه الشريحة فاستقبلت أعداداً كبيرة منهم، في إطار ما يسمى بـ"سياسة الانفتاح على التنوع"، أو "التمييز الإيجابي". فلم يَعُد يغيب على أنظار أي زائر أو راكب في الميترو الباريسي أو الترام أو الباص منظر سائقين أو مفتشين من أصول عربية وأفريقية.
ولكن الاعتداءات الإرهابية التي ضربت وتضرب فرنسا منذ سنتين، والتي أثَّرَت، سلباً، على الوجود الإسلامي في فرنسا، أصابت هذا القطاع أيضاً، في صميمه.
الكلّ يتذكر، واليمين الفرنسي وأيضاً الفرنسيون من ذوي التوجه الصهيوني يُشهرون صورة "سامي عميمور"، أحد سائقي الباصات، الذي شارك في الهجوم الإرهابي على مسرح باتكلان في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وإذا كان المنطق يقول، إن كل مواطن مسؤول عن عمله، فقط، إلا أن دوائر كثيرة تتحدث، من خلال مثاله، عن "رمز لفشل سياسة التشغيل في الأحياء الشعبية".
والحقيقة أن هذا التعميم لا يتم التعبير عنه إلا حين يتعلق الأمر بمسلمين في فرنسا. علماً أن شغل مسلمين، وأبناء مهاجرين وظائف في قطاع النقل، لم يَرُق كثيرين في فرنسا، خاصة من أنصار اليمين المتطرف. فقبل سنوات، أقدمت سائقة فرنسية، جيسلين دومينيل، على نشر كتاب "محمد (النبي) يسوق، والشريعة بالمرصاد"، تتحدث فيه عن "أسلمة قطاع النقل الباريسي". وتفسر العملية من خلال "تواجد موظفين ملتحين، يصلون ويصومون رمضان، ولا يصافحون ولا ينظرون إلى وجوهنا".
وتبع هذا الكتاب صَخبٌ إعلاميّ حاد، حاول أن يشكك في اندماج هذه الشريحة مع زملائهم الفرنسيين غير الفرنسيين، لولا أن النقابات وفعاليات اليسار والإدارة، أيضاً، كانت حاضرة لمؤازرة هؤلاء الموظفين، وإفشال هذه المؤامرة الجديدة.
وهذا التوتر الحاد، هو صورة مصغرة للنتائج الكارثية التي تسببت فيها العمليات الإرهابية في الغرب.