زواج أبيض.. قصص خيبات موجعة

02 اغسطس 2015
خليط من جنسيات متعددة في المجتمع الفرنسي(فرانس برس)
+ الخط -
حكايات المغاربيين مع "الزواج الأبيض" حكايات طريفة، يبدأ بحلم الهجرة إلى الإلدورادو الأوروبي، قبل أن يتحول هذا الحلم المحمول على "فستان أبيض" مزيف، إلى مصيدة، ثم إلى كابوس يسمم حياة الشاب المغربي القوي، مفتول العضلات، والذي دبر له أفراد العائلة ترتيبات زواج مع الفرنسية العجوز أو الإيطالية.

زواج في الأوراق فقط، لكن العجوز المتصابية التي تقبض ثمن "عملها"، تبدأ في الحلم أبعد من ذلك: الحصول على الشاب فعليا، كي يدفئ عظامها الرميم.
حالات كثيرة من هؤلاء الشباب أرغموا على القبول بالأمر الواقع في ظل انعدام البدائل في الأوطان الطاردة. ولسان حالهم، يقول اللهم عجوز تسكن إليها، أو بلاد شابة تفجر مع الغريب.
كان الأمر يبدو مأساويا فعلا، لكن ما يجعله أخف هو تواطؤ العائلة والأهل ومحيط الأصدقاء وسكان الحي، وعموم الناس.

الكل يعرف أن المرأة العجوز المتصابية التي تتأبط ذراعك في الشارع وتجلس تدخن سيجارتها بأصابع مرتجفة في شمس البلاد الدافئة، ليست امرأة من لحم ودم، إنها مجرد "أوراق" لتسوية الوضعية هناك، وطوق نجاة جديد لشاب سدت في وجهه كل الآفاق.
تمضي مع أوراقك/عجوزك في البلد، تطعمها من خيره وتغني لها أناشيده، في حين تنظر إليك سلطات بلادها نظرة شك، تختبر قوى العجوز العقلية، وما إذا كانت تعرضت لسحر أسود هناك، حين أشبعتها أطباق الشواء وقصاعي الكسكس.
ثم فجأة، ينقلب هذا الأبيض في ألوان قزح، تتحول الحياة الخفيفة إلى كمين ماكر ويصبح الأمر مثل مزحة ثقيلة على القلب.

كان الأمل في الوصول، لكن ها أنت هنا، لم يتغير شيء من مصيرك، ظلت العجوز تشيخ بين يديك، وكل إرثك منها هذيان خريف العمر.
الحياة التي كنت تتصورها مجرد عبور قصير تصبح قدرا، ولا مفر، وأوروبا لن تهبك فتاتها الجميلة ولا إغراءها الذي تستهيم به. إنها شأن عجوزك، تعصر قوة عملك، وتدحرجك إلى مستقر غريب.
أنت تذكر خجلك يوم سقطت عجوزك في مدينتك، ناداك صوت ساخر: خذ "وريقاتك راه طاحو".
دلالات
المساهمون