فعاليات للمركز الإسلامي في جامعة نيويورك

25 يوليو 2018
جامعة نيويورك تحتضن المركز الإسلامي منذ 13 سنة(العربي الجديد)
+ الخط -


تأسس المركز الإسلامي في جامعة نيويورك كمركز ديني روحي قبل 13 عاما، لكن جذوره تعود إلى سنوات السبعينيات من القرن الماضي. وأسس آنذاك خمسة طلاب مسلمين رابطة للطلاب المسلمين في الجامعة. واستمرت الرابطة بالعمل بهذا الإطار حتى عام 2005، عندما عينت الجامعة خالد لطيف ليكون أول إمام.

ولد خالد لطيف في ولاية نيوجيرزي لعائلة مهاجرة من أصول باكستانية، ودرس العلوم السياسية والإسلامية ثم أكمل دراسته ليركز على الديني والفقهي عند عدد من الأئمة.

وفي العام 2005 اعتمدت جامعة نيويورك منصبه كإمام جزءا من مؤسستها وبشكل رسمي. وفي حديث لـ "العربي الجديد" في نيويورك حول المركز وتأسيسه، يقول الإمام خالد: "يوجد حوالي 3000 طالب مسلم يدرسون في جامعة نيويورك. ويقدر أن هناك حوالي خمسة إلى ستة آلاف شخص يعيشون في المنطقة التي تقع بها الجامعة، وسط مانهاتن، أو من الطلاب السابقين، يحضرون فعالياتنا. وما نحاول القيام به هو خلق حيز تعددي للمسلمين يجمع تحت كنفه التيارات الدينية المسلمة المختلفة، نستطيع من خلاله خلق مكان ليس فقط للتعبد والروحانيات بكل كذلك للمعرفة الدينية".

وتقام الصلاة أيام الجمعة كما المحاضرات، إضافة إلى الاحتفالات بالأعياد المختلفة من بينها رمضان والأضحى والفطر... ولا يتوجه المركز في فعالياته فقط للمسلمين بل يقيم نشاطات مشتركة مع مراكز دينية أخرى داخل الجامعة وخارجها. ناهيك بأن احتفالاته وفعالياته مفتوحة للجميع لحضورها.

ويشير الإمام لطيف إلى أن المركز يحاول كذلك أن يكون حلقة وصل مع جهات ومؤسسات أخرى تقدم خدمات اجتماعية ومساعدات لبنات وأبناء المجتمعات المسلمة الأميركية. ويشير في هذا السياق إلى العمل على تأسيس ملجأ للنساء ضحايا العنف والحماية من العنف الأسري، كما تعمل مجموعة أخرى تعمل على تقديم خدمات للمشردين في نيويورك، الذين يصل عددهم إلى عشرات الآلاف وهي مشكلة جدية يعاني منها الكثير من سكان المدن الكبيرة.

وعن الصعوبات التي قد واجهته في إدارة المركز أو المساعدة على تأسيسه، يقول لطيف: "لا تكمن الصعوبة في مسألة تأسيس المركز كجزء من جامعة نيويورك، لكن بعدم وجود عدد كاف من المراكز المشابهة في الجامعات الأميركية للمسلمين، ربما عشرات فقط، في حين نجدها منتشرة بشكل أوسع للديانات الأخرى. بالنسبة لنا في العمل على رؤية المركز كان من الضروري خلق حيز يعكس التعددية الدينية داخل المجتمعات المسلمة من سنة وشيعة وغيرها كما الخلفيات القومية المختلفة والنظر إليها جميعا كنقطة قوة. ما نلاحظه مثلا إذا ما قارنّا المركز بالتجمعات الطالبية التي يتم تأسيسها بأنها تتركب وبذلك تركز على مجموعة دون غيرها: "السنة" أو "الشيعة" أو "عرب" أو "الجنوب شرق آسيويين" وغيرها من التقسيمات". ويرى أن قوة المركز وتميزه يكمنان في كونه جامعا كل تلك الهويات ويتعامل معها كثروة.

وحول التمويل، يشير لطيف إلى "أن ميزانية المركز تعتمد بشكل أساسي على التبرعات لتمويل عمل طاقمه وفعالياته. ويعمل في المركز خمسة أشخاص إضافيين بوظائف كاملة وعلى مدار السنة. أضف إلى ذلك أن هناك عددا إضافيا يعمل بشكل جزئي خلال الفصول الدراسية الرئيسية، ناهيك بوجود المتطوعين. كما يتعاون المركز مع أخصائي نفسي يقدم خدماته فقط للطلاب في الجامعة، على عكس باقي فعاليات المركز المفتوحة للجميع بمن فيهم غير الطلاب.


وفي ما يخص صلاة الجمعة وقاعات المحاضرات وغيرها، يشرح الإمام خالد لطيف: "لقد افتتحت جامعة نيويورك بناية عام 2012 فيها تتشارك الأديان المختلفة أو المجموعات الروحية المكان بأوقات مختلفة". ويرى أن أهمية هذه الخطوة لا تعود لتخصيص حيز ضمن بنايات الجامعة يتمكن من خلاله الطلاب من ممارسة شعائر روحية فحسب، بل تعطي كذلك إمكانية للتعاون بين الديانات المختلفة والتركيز على روح تقاسم المكان. ناهيك برمزية الأمر في ما يخص خلق حيز روحي وسط مكان يخلق العلم والمعرفة. ويؤكد لطيف أن هناك تطورا بنيويا تشهده المجتمعات الإسلامية في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة حيث يؤسس الكثير من المسلمين مراكز مستقلة لا تخضع لسلطة الجوامع بالضرورة أو تنطلق منها. ويرى أن أهمية هذه الخطوة تكمن في أن هذه المؤسسات تستجيب لحاجة وتقدم عدد أكبر من الخدمات للجاليات المسلمة من مؤسسات خيرية مسلمة ومستقلة.
دلالات
المساهمون