كندا.. الحالة العربية تحت المجهر

05 ديسمبر 2015
المهاجرون العرب والمسلمون يراهنون على ترودو(Getty)
+ الخط -
المجتمع الكندي بطبيعته مجتمع منفتح ولا يحمل أمراض العنصرية، وعلى الرغم من ذلك الحالة العربية والمسلمة في كندا تأثرت كما تأثرت الجاليات العربية والمسلمة بكل أنحاء العالم بما حدث في باريس من جريمة بشعة أدت لصب الزيت على نار الإسلاموفوبيا، ونال أفراد الجالية، وخصوصا النساء، حظهم من الاعتداءات والمضايقات.
ولقد عانت الجالية منذ ظهور داعش وعلى مدار العامين الماضيين من موجات الإسلاموفوبيا، وخاصة بعد اعتداء أوتاوا عام 2014 وما تلاها من إعلام محرّض على الكراهية، بالإضافة لسياسة حكومة هاربر السابقة التي ربطت بين التطرف والمساجد ومحاولة ربط المجلس الوطني للمسلمين الكندي بدعم حركة حماس.
على الرغم من هذه الأحداث السيئة وارتداداتها، تأمل الجالية مع قدوم الحكومة الجديدة بقيادة زعيم حزب الليبرالي جاستين ترودو أن يكون هناك تعامل موضوعي مع هذه الأحداث والفصل بين الإرهاب والمسلمين، ولعل تصريحات أعضاء الحكومة تدل على هذا التوجه، ولقد قامت الحاكمة لمقاطعة إنتاريو كاثلين ويين، وهي من الحزب الليبرالي، بزيارة المسجد الرئيسي في أوتاوا لتقديم الدعم للجالية المسلمة بعد اعتداءات الكراهية على المسلمين.

وهنا يأتي دور الجالية في التعامل مع الآخر وتغيير الأفكار النمطية وجعل كندا مثالا للتعايش والاندماج ونبذ الإسلاموفوبيا من خلال مراجعة أساليب وطرق التواصل مع المجتمع وفتح وسائل الاتصال مع الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي والقيام بالندوات واللقاءات الاجتماعية والتأكيد على الانتماء لكندا وهي الجامع الوطني لنا جميعا.
ولعل تجربة الشباب الناشط خلال الانتخابات الأخيرة خير دليل على مقدرة الجالية على إحداث التغيير عندما تتضافر جهودها. لقد قامت مجموعة شبابية ناشطة من أبناء الجالية بحركة توعوية سمّتها "تصويت المسلمين الكنديين"، لتحض بقية الجاليات على المشاركة بالانتخابات.
ركزت أيضا على تعريفهم بالمرشحين وأحزابهم. ولقد كانت النتائج مذهلة، فقد وصلت نسبة مشاركة المسلمين بالانتخابات إلى مستوى قياسي، حيث بلغت 80%، وكان لهم تأثير كبير على الانتخابات ونتائجها.
وعليه، فإن على الجالية العربية والمسلمة أن تتخذ من هذه التجربة مثالاً لإيصال صوت الجالية وجعلها أكثر فعالية في الحياة السياسية والدفاع عن قضاياها العادلة والوقوف بوجهه الإسلاموفوبيا والصعود بأجيالها القادمة ليكونوا مواطنين فعالين ومؤثرين ومدافعين عن قضاياهم العادلة، والمجتمع الكندي متقبّل للنقاش وللاستماع ومتعاطف مع القضايا العادلة عندما تصله من دون تشويه.
المساهمون