نافذتان

15 اغسطس 2016
فاتح المدرّس / سورية
+ الخط -
1

خلف نافذة مطفأة
تطلُّ على جرحٍ شائعٍ في الطريقِ
على شجرٍ أسودٍ ثقبتْه الطلقاتُ
على مارةٍ يلتحفونَ التوابيتَ
تلمسُ امرأة بسبابتها اليمنى
قلب رجلٍ يبتسم في صورةٍ قديمةٍ
ارتجفَ صوتُه مُنذ قليلٍ في أذنها
ثمَّ غرِقَ في الليل
بينما تَخنقُ بيدِها اليُسرى
بكاءً رطباً
كان يتسرب بين الأصابع


2

نافذتي لا تطلُّ على شيءٍ
سريري يئنُّ كمصابٍ بسكتةٍ قلبية
في الخزانةِ آلامٌ معلقةٌ
على الأصابعِ نما عشبٌ أسودٌ
على الفمِ الفقيرِ
شبكتِ العناكبُ ملهاتَها
وجهي الهشُّ بكاءٌ مؤجلٌ
تلتهمه مرآةُ الوحدةِ كتفاحةِ مطعونة
أعتني -أنا السوري- بما تبقى فيّ من زهورٍ
بما تبقى من عطر على أصابعي
كأني باقة الذبول الأخيرة
في إناء الدمِ المكسور.


* شاعر سوري مقيم في ألمانيا

المساهمون