"المسرح الفكاهي": الكوميديا كوسيلة مقاومة

04 ديسمبر 2017
(من مسرحية "كشرودة" لـ أحمد رزاق)
+ الخط -
يعود "المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي" في دورته الحادية عشرة التي انطلقت أمس في مدينة المدية (90 كلم جنوب العاصمة الجزائرية) وتتواصل حتى السابع من الشهر الجاري، بعد توقّفه العام الماضي لإعادة النظر في برمجته وتحويله إلى تظاهرة تقام سنة بمشاركة دولية، وأخرى محلية الطابع بالتناوب.

لم يحدث هذا التغيير، واقتصرت العروض هذا العام على مسرحيات جزائرية، في مهرجان أطلقت مبادرات عدّة لتطويره سابقاً بدءاً من استبدال تسميته أكثر من مرة، ما يشير إلى لغط والتباس في التعامل مع الكوميديا كفن ومصطلح، حيث يعرض تحت مظلتها مسرح استهلاكي يعتمد على الضحك والتهريج مثل حال العديد من البلدان العربية.

تكرّم الدورة الحالية الممثل الجزائري حسن الحسني (1916 – 1987) بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على رحيله، حيث تقدّم فيلماً وثائقياً ومعرضاً فنياً يتناول تجربته التي ابتدأها مطلع خمسينيات القرن الماضي حين عمل برفقه محي الدين بشطارزي (1897 – 1986) الذي يعدّ أبرز مؤسسي المسرح في الجزائر.

كما تنظّم ندوة حول الشخصية المكرّمة بعنوان "الفن وسيلة مقاومة.. الحسني نموذجاً"، والتي تناقش بدايات المسرح الفكاهي زمن الاستعمار حيث استطاع الفنانون التحايل على الرقابة الفرنسية عبر اللجوء إلى الرمزية في السخرية والنقد، كما في تجارب محمد التوري وحاج عبد الرحمن ويحيى بن مبروك.

من بين الأعمال المشاركة؛ "كشرودة" لـ أحمد رزاق، و"استدراك الحراقة" لـ أمينة تواتي، و"107" لـ هارون الكيلاني، و"بيرات خرابيب" لـ كريم بودشيش، و"كارت بوسطال" لـ قادة شلبي، و"فن الكوميديا" لـ محمد شرشال، و"الضيف" لـ يوسف حبوشي، و"طيوشة" لـ نسرين بلحاج، و"محطات" لـ عبد الرحمان الربعي، و"آهات" لـ هيلدة أميرة، و"وحّد البلاد" لـ مراد الصاولي، و"موه DZ" لـ توفيق مزعاش.

تقام عدد من الورشات التدريبية والندوات تتمحور حول "الفكاهة والتربية والجماليات"؛ من بينها: "تجارب في الكتابة الساخرة"، و"الفكاهة وسيلة مقاومة"، وتقدّم الروائية مايسة باي شهادة حول تجربتها في الكتابة المسرحية، كما يجري تكريم عدد من الفنانين هم: طه العامري، ونصيرة حسين، وأيوب عمريش، وعبد الرحمان الربعي وزوبير قرنينة.

المساهمون