بعد إعلانه "اعتزال" الظهور الإعلامي منذ أشهر، وهو ما لم يلتزم به، فاجأ الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري اليوم الساحة الثقافية بإعلان جديد يتمثل في نيته بعث تلفزيون (عبر الإنرتنت) خاص به.
وبخصوص التلفزيون الجديد، صرّح أونفري لقناة "بي أف أم" أنه بات من الضروري أن يوجد فضاء "يجد فيه أي كان الفرصة كي يبني مقولة مترابطة" في إشارة منه إلى النسق الجنوني الذي تعيشه التلفزيونات اليوم في ظل الضغط الذي تصنعه الأحداث والنقاشات حولها.
يشير أونفري في حديثه اليوم أيضاً أن الفضاء الذي كانت تتيحه الصحف لم يعد فضاء حقيقياً للحوار والتفكير، لأن كل المؤسسات باتت مخترقة بالإيديولوجيا الرسمية، و"لم يعد ممكناً لرجل حر أن يفكّر".
فكرة إنجاز تلفزيون لا تبتعد عن فكرة "الجامعة الشعبية" التي أنشأها أونفري منذ سنوات وتعرف شعبية لافتة في فرنسا، وباتت تجربتها تنتقل من مكان إلى آخر في فرنسا وفي العالم. وهي فضاء سنوي ينظمه يقدّم فيه مثقفون دروساً ونقاشات مع الحاضرين حول مسائل الحياة.
من جهة أخرى، يأتي هذا الخبر في سياق إصدار أونفري لكتابين؛ "تفكير الإسلام" و"مرآة القبّرات". كان الأول منتظراً منذ أشهر، وفي كل مرة يعلن أونفري أنه قام بتأجيل صدوره دون تحديد أسباب واضحة، قبل أن يفاجئ قراءه بإصداره في إيطاليا الشهر الماضي. فهل أن الظهور بمشروع تلفزيون متعلق بدعاية لكتاب أم أن المسألة أعمق من ذلك وأكثر إشكالية؟
اقرأ أيضاً: ميشال أونفري: صهيوني ومناصر للقضية الفلسطينية!