"مواعيد السينما التونسية": إضاءة على الفيلم القصير

07 مارس 2017
(من فيلم "سبعة أرواح")
+ الخط -

إذا كان من الممكن تقديم صورة تقريبية عن المشهد السينمائي التونسي، فذلك يعني أساساً أننا نتحدّث عن مجموعة الأفلام الروائية الطويلة التي ظهرت مؤخراً. فبالرغم من أن تسارع وتيرة إنتاج الأفلام الطويلة (من أقل من خمسة إلى أكثر من عشرة سنوياً منذ 2015) يوازيه تسارع في وتيرة إنتاج الأفلام القصيرة، إلا أننا لن نجد نفس الصدى الإعلامي لأسباب كثيرة منها عدم مصاحبة دعاية لإصدار الأفلام القصيرة وعدم اعتمادها على أسماء ممثّلين معروفين وكون مخرجيها ومنتجيها عادة من الشباب المبتدئين.

بعرض خمسة أفلام تونسية قصيرة بعضها يقدّم للجمهور لأوّل مرة، تحاول تظاهرة "مواعيد السينما التونسية في باريس" أن تضيء هذا الجزء المهمل من الإنتاج السينمائي التونسي. تقام العروض الليلة في قاعة "لا كلي" في العاصمة الفرنسية، ويجري قبلها استعادة المخرجة التونسية الراحلة كلثوم برناز.

التوزيع الزمني لصدور الأفلام من 2010 إلى أواخر 2016، يرسم متغيّرات في صناعة هذا الشكل السينمائي، بداية بفليم "تابو" (15 دقيقة) لـ مريم ريفيل الذي يعالج قضية الحرية الجسدية في سن المراهقة، وهو موضوع يعدّ مكرّراً في السينما التونسية.

مع تقدّم السنوات، نجد أثراً للتنويع في المواضيع والأشكال، فأفلام مثل "عسل مر" (2014، 12 دقيقة) لـ آمنة النجار يقدّم طرحاً ساخراً عن فكرة الحب من طرف واحد، وتعتمد نادية الرايس في "سبعة أرواح" (2014) على تقنيات سينما التحريك وهي تتحدّث عن عوالم البرامج التلفزية في زمن تهيمن فيه الأخبار حول الإرهاب.

هذه النزعة السياسية نجدها في أعمال أخرى مثل البرويطة" (2015، 15 دقيقة) لـ سناء الجزيري مع نزعة درامية، وفي "بروفيسون دو فوا" (2016، 17 دقيقة) لـ نور عبيشو ذي الشكل الوثائقي.

دلالات
المساهمون