واجه المعرض الذي تنظّمه "مؤسسة الشارقة للفنون"، ووزارة الثقافة المصرية، و"الجامعة الأميركية" في القاهرة، اننقادات كونه ضمّ أعمالاً لا تنتمي إلى المدرسة السريالية، وتأخّر نشر الكتب الذي كان من المفترض أن يُوزّع عند افتتاحه، لتُعرض حينها اللوحات بلا إشارة توثّق ذاكرتها وموقعها على امتداد ثلاثين عاماً من اشتغالات السرياليين المصريين.
توثّق الأعمال التي جمعت لأوّل مرّة تاريخ الجماعات السريالية المصرية والتطوّر الذي شهدته، وعلاقتها المعقّدة مع نظيرها الغربي، وبالتحديد السريالية الفرنسية، كما تعرض للتجارب التي بدأتها جماعة "الفن والحرية"، والتي خلّفت أثراً دائماً على فناني الحداثة المصريين، وصولاً إلى جماعة "الفن المعاصر" التي تصدّرها عبد الهادي الجزار، وكمال يوسف، وحامد ندا، وسالم الحبشي، وحسين يوسف أمين، ومحمد رياض سعيد، وغيرهم.
يضمّ المعرض قرابة 160 عملاً لأكثر من 30 فناناً وفنانة، تتراوح بين اللوحات، والصور الفوتوغرافية، والرسومات، والمنحوتات، ضمن أقسام أربعة تركّز على جماعة الفن والحرية، وجماعة الفن المعاصر، والتصوير الفوتوغرافي، والسريالية وما بعد السريالية المصرية، والذي يتضمن قسماً فرعياً عن السريالية العربية.
بعد تأخّرٍ في نشرها، صدر مجلّدان يتضمن أوّلهما مقالات كُتبت من قبل مشاركين في المؤتمر الدولي "السرياليون المصريون من منظور عالمي"، الذي عُقد في "الجامعة الأميركية" في القاهرة عام 2015، ويحتوي المجلد الثاني نسخاً عن وثائق مهمة تخصّ حركة السريالية المصرية من مقالات وبيانات وصور وقصائد وموادّ أرشيفية أخرى ذات صلة.
كما يجري التحضير لإعادة إصدار جميع الأعداد السبعة من مجلة "التطوّر"، الدورية التي أصدرتها جماعة الفن والحرية في الأربعينيات، إضافة إلى طبعة ثانية من كتاب سمير غريب "السريالية في مصر" باللغتين العربية والإنكليزية.