"قطر الفلهارمونية": مع الكلاسيكيات الفرنسية

19 فبراير 2019
(من حفل سابق)
+ الخط -

مع احتفالها بمرور عشرة أعوام على تأسيسها في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، أطلقت "أوركسترا قطر الفلهارمونية" موسمها الجديد في أكثر من فضاء في الدوحة، منه عروض "الفلهارمونية في المكتبة" عبر تنظيم حفل في ثالث خميس من كلّ شهر.

تُنوّع الأوركسترا اختياراتها التي تقدّمها من الكلاسيكيات الأوروبية، حيث افتَتحت الموسم بسيمفونية "جوبيتر" لـ فولفغانغ أماديوس موتسارت، إلى جانب حفلات مخصّصة لتأدية أعمالٍ لكلّ من يوهانز برامز، وصموئيل باربر، وديمتري شوستاكوفيتش، وفيلكس مندلوسن، وبيوتر إيليتش تشايكوفسكي، وديمتري شوستاكوفيتش، وبيتهوفن، وآرام خاتشوريان، وغيرهم.

في حفلها الجديد الذي يُقام عند الرابعة من مساء بعد غدٍ الخميس في مقر المكتبة، يتضمّن البرنامج معزوفات لثلاثة من أبرز المؤلّفين الفرنسيين، وهم جوزيف مويس رافيل (1875 – 1937)، وكلود أشيل ديبوسي (1862 – 1918)، وأندريه جولييت (1905 – 1974).

البداية مع رافيل الذي تميّزت معظم مقطوعاته بسلاسة النغم كما في عمله الأبرز "بوليرو" الذي تتجاوز مدته الزمنية سبع عشرة دقيقة لكنه لقي انتشاراً واسعاً وعزفته معظم الفرق الموسيقية حول العالم، والذي أدخل فيه آلة الساكسفون لأول مرة إلى جانب الفلوت والطبل والكلارينيت والترومبيت.

استفاد صاحب أوبرا "الطفل والسحرة" من الإيقاعات الشعبية الراقصة خاصة تلك التي تأثر بها بفعل انتساب والدته لمنطقة الباسك الحدودية بين إسبانيا وفرنسا، حيث وظّف العديد من النغمات الإسبانية وكذلك الألحان القديمة خاصة في منطقة الأندلس، ومنها "المرايا" و"الساعة الإسبانية".

كما تقدّم الفرقة موسيقى ديبوسي الذي اتسمت أغلب مقطوعاته بنوع من الغموض، حتى على المستوى التقني، حيث يجد الموسيقيون أنفسهم أمام نوطات تشبه الألغاز، لا تقدم، بالرغم من كتابتها الدقيقة، إلا تعليمات غائمة وتقريبية عن سرعة العزف وطريقة الأداء.

يشير الدارسون إلى أن اهتمامات صاحب "تريستان وإزولد" بالنقد الموسيقي جعلته يتجاوز الكثير من الأفكار التقليدية ويقدّم مراجعات حقيقية وجذرية لأعماله ويكون ساخراً من الحياة والوسط الذي يعيشه الموسيقون آنذاك.

أما جولييت، فشهد فترة تحوّلات كبيرة عاشتها الموسيقى الكلاسيكية في فرنسا وأوروبا بين الحربين العالميتين، فاتجه إلى تأليف مقطوعات ذات نمط نغمي وغنائي في تكوينها، كما كتب العديد من الأعمال الأوبرالية الساخرة، وخاض محاولات في التجريب على مستوى الأسلوب والأداء.

المساهمون