تنام بشكل سيّئ لدرجة لا تمكّنك إلّا من قفزات صغيرة في الوقت المناسب.
تستغرق في النوم وتكتب: "عدم تحمُّل وزن العمل الذي تمّ إنجازه بالفعل، هو حقاً بطولة الفانين".
لقد أنجزتَ سنينَ سبعاً من المنفى، ويتعين عليك الآن رميها خلف ظهْرك، لتبدأ منفى جديداً من الصفر.
تستيقظ على وجه الصبح، وتنزل كي تتسكّع في الميدان الكبير.
ساعتان، وترجع لمخيّم "البيتي شاتو"، فتهمس ما إن ترى بوّابته: "بروكسل: في نفق من عدم اليقين".
يبدو الأمر، على أية حال، جيّداً جدّاً بالنسبة إلى واحد مثلك: نجوت اليومَ من انزلاق محقّق في النهر. نجوت وتعرف: ثمّة أيام تتقدّم فيها الكآبة دون حسيب ولا رقيب.
إلهي!
لو الحياة منظرٌ يُنظر إليه، فحسب؟
لو أنه توجد أسباب وجودية للتفاؤل؟
ذاك أنك، كل يوم تأرَق طويلاً، وتعتقد أنَّ المسألة لها علاقة بحال العالم الثالث.
بصعوبة فهمه. إنه متقلّب كالطقس هنا، حتى أنه غالباً ما يبدو كبحيرة وحل.
أعمى، لكن ليس مثل العنصريّين الفلامنيّين وقد صار لديهم ثور ليقول لهم ما يجري في رؤوسهم.
أعمى، مع إعادة تدوير أفضل ما في الماضي، ومن تلك الأتربة، قد يُخلَق حجرٌ جديد وسادةً للأيام المتبقية.
هو ذا: لا ترى الآن ولا تفكّر.
تريد العودة للنوم، لذا لا يمكنك الاعتقاد أنك ميت.
* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا