"روحانيات": التصوّف في نفطة

بعد دورته الأولى التي احتضنتها في مدينة نفطة (450 كلم جنوب العاصمة التونسية)، انقسم "المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية والروحية" (روحانيات) في العام التالي إلى تظاهرتَين تحملان نفس الاسم؛ الأولى تنطلق فعاليات دورتها الثالثة في المدينة ذاتها غداً الخميس وتتواصل حتى الرابع من الشهر المقبل، بينما الثانية نُظّمت في مدينة سيدي بوسعيد في أيلول/ سبتمبر الماضي.

ينعكس هذا الانقسام الحالة التي تعيشها تونس منذ تسعينيات القرن الماضي مع انتشار الأغنية الصوفية وتضاعف ملتقياتها، رغم الجدل حول طبيعة العروض المقدّمة؛ حيث يبدو معظمها توليفة من الأناشيد والمدائح التي يتمّ تجميعها بطريقة عشوائية تفتقر إلى الرؤية والتجريب، سواء في الموسيقى أو الأغاني.

تُفتتح الدورة الحالية عند العاشرة صباحاً بندوة حول التصوف في نفطة في فضاء "دار الوادي"، يتحدّث خلالها الباحثان حسين بن عزوز والناصر الصديقي، لينطلق عند الثالثة بعد الظهر استعراض الفرق المشاركة وهي: "عيساوية المرسى أريانة"، و"سيدي بوسعيد"، و"قمرت"، و"سيدي الهاري"، و"أولاد مرزوق سطمبالي"، و"بنغا"، و"القادرية"، و"الحفوظية"، و"سلامية" انطلاقاً من ساحة الاستقلال في زاوية قديلة وصولاً إلى ساحة الشهداء/ السوق.

في الليلة ذاتها، يقام عرض "رحلة روحية من قرطبة إلى دمشق" يقدّمه حميد أجبار وفرقة "جنان الأندلس" من إسبانيا، و"الأغاني الصوفية" الذي يؤديه الفنان اللبناني السويدي ماهر زين، لتُختتم بذكر ومدح في زاوية سيدي حسن عياد.

تُعقد في اليوم الثاني محاضرة حول "الذكر والسماع: مولانا جلال الدين الرومي والنظام المولوي" يقدّمها الباحث علي الشابي، وتقدّم فرقة "سلامية" بقيادة محمود عزيز عرضاً في ساحة مصطفى خريف/ سوق البياضة، ويليه إنشاد صوفي بعنوان "لبّيك" لـ "مجموعة مشكاة" ثمّ عرض "اسق العطاشى" لـ "فرقة سلاطين الطرب" من سورية على خشبة "مسرح الهواء الطلق"، ويكون الختام مع ذكر ومدح في زاوية سيدي مصطفى بن عزوز.

يتضمّن البرنامج أيضاً محاضرتين؛ الأولى بعنوان "التصوف والفلسفة، والمنهج التاريخي" يلقيها الباحث حمادي بن جاب الله، والثانية بعنوان "ما هو التصوف الذي نريده؟" يقدّمها الباحث بدري المدني، إضافة إلى عروض لكلّ من "فرقة الأقطاب" من بنزرت، وإنشاد صوفي لـ "فرقة إيهاب يونس" من مصر، و"الرقصات المقدسة" (منتارا) لـ"فرقة ساراسواتي ديفي" من الهند يرافقها الفنانان التونسيان الهادي العقربي ودرصاف حمداني، وعرض "الحضرة 3" لـ الفاضل الجزيري من تونس.