يوميات الوباء: في عزلتي

24 ابريل 2020
إنعام كجه جي
+ الخط -

لم يتغير الكثير في يومياتي بعد عزلة كورونا. أقرأ في غرفتي الصغيرة وأؤدّي واجباتي الصحافية اليومية وأتابع التلفزيون.

الولد والبنت كبرا وكلُّ في شقّته. أطمئن عليهما بالهاتف أو عبر الشاشة. أشتاق إلى حفيدي الذي وُلد قبل شهرَين ولم أشبع من لثم خديه.

أنزل إلى الدكّان وأعود قبل انقضاء مهلة الساعة. تخفّفت من العلاقات الاجتماعية، مع العمر، وتباعدت اللقاءات مع الأصدقاء والصديقات. أراهم وأحيّيهم في "فيسبوك".

يحدث أن يمرّ أحدهم بباريس فيزورني أو أنزل لنشرب القهوة. لم يتغيّر الكثير لكنّني أفتقد حقّاً جلسةَ مقهى الحي. يعرف النادل طلبك ويحجز لك الطاولة اللصيقة بآخر الشبّاك. أشتري بطاقة "لوتو" وأنساها في جيبي. أحب أن أتخيّل نفسي مليونيرةً ساهية.

لا عقل للتركيز في رواية جديدة. بداياتها مخزّنَةٌ في الحاسوب ويمكنها الاستلقاء هناك. تتعتّق مثل النبيذ الذي أحب. كورونا مالئ الدنيا وشاغل الناس.

أسحب من الرفِّ كتاباً ثقيلاً كان مؤجّلاً: ترجمة لمذكّرات الناشطة المصرية جلبيري أفلاطون. 800 صفحة من المتعة تدور ما بين القاهرة وباريس، منتصف القرن الماضي.

هذا وقت مطالعتها، بدون كمّامة ولا كفوف.


*روائية وصحافية عراقية مقيمة في باريس، ولدت في بغداد عام 1952، نشرت عدة روايات "سواقي القلوب" (2005) و"الحفيدة الأميركية" (2008) و"طشاري" (2014)، و"النبيذة" (2017) كما نشرت كتاباً بالفرنسية عن الأدب الذي كتبته العراقيات في سنوات الحرب. 

المساهمون