برنار دادييه.. أحلام أفريقي عاشت أكثر من قرن

11 مارس 2019
(1916 - 2019)
+ الخط -

يعدّ الكاتب المسرحي والروائي العاجي برنار دادييه (1916 – 2019) الذي رحل أوّل أمس السبت في مدينة أبيدجان، أحد أبرز المثقفين الأفارقة الذين ناضلوا من أجل استقلال بلدان القارة السمراء، ومقاومة كلّ أشكال الطمس والمحو التي تعرّضت لها الهويات الوطنية الأفريقية على يد الاستعمار.

وُلد الراحل في مدينة أسينيه العاجية، والتحق في المدارس المحلية قبل أن يتخرّج ويعمل موظفاً في الإدارة الفرنسية في داكار، حيث برز صوته في تلك الفترة مع الشاعر السنغالي ليوبولد سنغور والمخرج الغيني كيتا فوديبا وآخرين انضموا إلى ما عرف حينها بالقوات الأدبية الأفريقية المناهضة للإمبريالية الثقافية الأوروبية.

عاد دادييه إلى بلاده عام 1947، وأصبح جزءاً من الحركة الوطنية من أجل الاستقلال حيث شارك في المظاهرات والنشاط السياسي وكتب مقالات صحافية ضد الاستعمار الفرنسي وتم اعتقاله لمدة ستّة عشر شهراً ومنعه من السفر، إلى أن نالت ساحل العاج استقلالها عام 1960.

بدأ مشواره الكتابي متأثراً بما شاهده من انتهاكات ومجازر قام بها الفرنسيون وهو لا يزال طفلاً، فحاول باكراً ربط الحكايات الشعبية الأفريقية التقليدية بالعالم المعاصر من خلال إسقاط مضامينها لتعزّز الروح الوطنية والانتماء إلى هوية جامعة، ومثّلت تلك النزعة تياراً عريضاً مع مواطنيه الكاتبيْن المسرحييْن جيرمان كوفي غادو (1913 – 2000)، وفرانسوا جوزيف آمون ديبي (1913 – 2007) حيث أسّس معهما "الرابطة الثقافية لتراث ساحل العاج" عام 1953.

انتشرت قصيدته "جففي دموعك يا أفريقيا"، التي كتبها سنة 1967 كنشيد للقارة السمراء، والتي يرد في أحد مقاطعها: جفّفي دموعك يا أفريقيا/ أولادك يعودون إليكِ/ أياديهم مليئةٌ بالألعاب/ وقلوبهم مليئة بالحبّ/ يعودون إليكِ/ كي يلبسوكِ أحلامهم وآمالهم".

اعتبر دادييه أب الأدب الحديث في موطنه، حيث كتب الشعر موظّفاً الأساطير القديمة وتراث الغرب الأفريقي، وكذلك الروايات والأعمال المسرحية التي تقدّم صورة شاملة حول التاريخ المعاصر لبلاده نظراً لتقاطعاتها مع أحداث ومحطّات سياسية واجتماعية واقتصادية بارزة، كما شغل منصب وزير الثقافة بين عامي 1977 و1986.

في عام 1950، أصدر مجموعته الشعرية الأولى بعنوان "انهضي أفريقيا"، تلتها عدّة مجموعات منها "جولة الأيام" (1956) و"رجال من جميع القارات" (1967) استند خلالها إلى العديد من الأغاني والقصص الشعبية في سياق دعوته للكفاح ضد المستعمر.

كما أصدر عدّة روايات منها "أساطير أفريقية" (1954)، و"كليميه" (19562) التي تحتوي على أجزاء عديدة من سيرته الذاتية، و"الزنجي في باريس" (1959)، و"المدينة التي لا يموت فيها أحد" (1969) إلى جانب مسرحيات مثل "السيد ثوغو غنيني" (1970)، و"الأصوات في الريح" (1970)، و"بياتريس من الكونغو" (1995)، كما وثّق تجربته في الاعتقال بكتاب "دفاتر السجون (1949 – 1950)".

المساهمون