استمع إلى الملخص
- يعكس الكتاب تطور رؤية عناني الفنية، حيث تظل الأرض ثيمة أساسية في أعماله، متفاعلاً مع عناصر الطبيعة والبشر، وخاصة المرأة، في لوحاته.
- يُعتبر الكتاب توثيقاً بصرياً للمشهد الفلسطيني وتحدياً لمحاولات طمسه، مع دراسة تحليلية لمسيرة عناني الفنية من قبل عبد الرحيم الشيخ.
عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، صدر كتاب "أنا والأرض" للفنان التشكيلي والنحّات الفلسطيني نبيل عناني (1943)، بتقديم أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية والباحث عبد الرحيم الشيخ.
يتضمّن الكتاب مختارات من أعمال عناني، التي تناول فيها المشهد الطبيعي في فلسطين منذ بداية السبعينيات وحتى اللحظة في أكثر من 183 عملاً. والكتاب، بهذا المعنى، سجل لوني للمشهد الفلسطيني الذي شكّل الإلهام الأكبر لإنتاجه خلال مسيرة فنية امتدت خمسة عقود.
ويظهر المشهد الطبيعي في لوحة الفنان منذ بدايات تجربته، حيث ظلّت الأرض ثيمة أساسية في معظم محطّات تجربته، وجزءاً أساسياً في تشكّل رؤيته، حيث مفرداتها تتكرّر في العديد من الأعمال، ومنها الشجر والسهول والحيوانات والطيور، والأهم من ذلك كلّه، كان العنصر الأساسي حاضراً فيها، متفاعلاً معها على صعيد اللغة البصرية واللون أيضاً.
كما تُظهر رسوماتُ الكتاب المستويات الجمالية التي قدّم خلالها عناني الطبيعة في فلسطين، إذ يميل إحياناً إلى تكثيف البشري داخل اللوحة، وخاصة المرأة التي يتناغهم زيها وحركتها مع ألوان المنظر الطبيعي، وأحياناً أُخرى يذهب إلى رسم الجبال والوديان والهضاب والحقول في تركيز على تلك المساحات اللونية الخالية من البشر، والتي ترتبط بعلاقات هندسية جمالية.
ظلّت الأرض ثيمة أساسية في معظم محطّات تجربة عناني
ويشير بيان المؤسسة إلى أنه خلال مسيرته المهنية، حيث "طالت المشهد الطبيعي في فلسطين تغييرات جذرية في سياق المحاولات الاستعمارية الصهيونية المستمرة للاستيلاء على الأرض الفلسطينية. ولذا، يأتي كتاب عناني كتوثيق بصري للمشهد الطبيعي الفلسطيني على مدار السنوات، وكفعل مضاد لمحاولات طمسه المستمرة، وعمليات تغيير تضاريس الأرض الفلسطينية.
ويقدم الكتاب عبد الرحيم الشيخ من خلال دراسة تتأمل مسيرة عناني في رسم المشهد الفلسطيني بعنوان "يرى ما يريد"، وتتناول سبع مسائل تراوح بين الفكري والشعري والنظري والسياسي والاجتماعي والثقافي والفني في قراءة الأعمال، ويرى من خلالها أن الكتاب هو "تمرين على النظر في جسد الفلسطيني الذي صار مشهداً، ومشهده الذي صار جسداً يردد حكمة أبي العلاء المعري 'جسدي خرقة تُخاط إلى الأرض، فيا خائط الخلائق خِطني' في حكاية جميلة، قوامها الحب والحرب، لا بدء لها ولا انتهاء".
يُذكر أن القيّمة رنا عنان اختارت لوحات الكتاب بحيث تعكس رحلة الفنان في رسم المشهد الطبيعي الفلسطيني، وفق تسلسل زمني يظهر المراحل التراكمية التي مر بها عناني ويبرز تطور دراساته اللونية والشكلية وتجاربه المتنوعة في التقنيات، بما في ذلك استخدام مواد طبيعية من الأرض، واختبارات تطبيقية مستمرة يجريها على الملامس والتكوينات وتكرار العناصر على سطوح لوحاته.