إصدارات.. نظرة أولى

02 أكتوبر 2018
أنسلم كيفر/ ألمانيا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين تاريخ الموسيقى والدراسات الأدبية والثقافة الفرنسية وعلم النفس والرواية.

■ ■ ■


في طبعة مشتركة بين "دار التكوين" و"الدار العربية للعلوم ناشرون"، صدر أخيراً كتاب "الحيوان الحكاء" لـ جوناثان غوتشل، من ترجمة بثينة الإبراهيم. يدرس المؤلف من خلال أدوات ومناهج العلوم العصبية الدوافع الإنسانية في نسج الحكايا، مستفيداً أيضاً من علم السرد Narratology والدراسات الأدبية بشكل عام. بذلك، يحاول جوناثان غوتشل أن يجيب عن التساؤل: "كيف تجعل منا الحكايات بشراً؟"، مسايراً تحوّلات الحكي عبر التاريخ؛ من الأساطير والخرافات لدى الشعوب البدائية إلى السينما والمسرح ومتابعة الصحافة في العصور الحديثة.


عن دار "غاليمار"، صدر حديثاً كتاب "ملحمة المثقفين الفرنسيين" للمؤرخ الفرنسي فرانسوا دوس المتخصّص في التاريخ الفكري، وهو عمل سيَصدر جزؤه الثاني قريباً. يحمل الجزء الأول عنواناً فرعياً: "1- اختبار التاريخ (1944-1968)". العمل يمثل تأريخاً بانورامياً ومنهجياً يرصد حراك المثقفين الفرنسيين. من أهم ما ينشغل به الكتاب: الصدام مع الشيوعية، وحرب الجزائر، واللحظة الديغولية. أما المجلد الثاني فيعمل على السنوات من 1968 إلى 1989، وينتقل من اليوتوبيا اليسارية ومكافحة الشمولية، إلى الفلسفة الجديدة وأزمة المستقبل.


"الطلائعيون في رومانيا" عنوان الكتاب الذي صدر أخيراً عن منشورات "نون ليو" الفرنسية للكاتب الروماني بيتري راليانو. يعود العمل إلى النصف الأول من القرن العشرين، والذي شهد "عدوى عفوية"، بحسب تعبير المؤلف، انتقلت من الفن إلى الأدب، ومن غرب أوروبا إلى شرقها. يعتبر رايليانو أن مدينة مثل بوخارست شهدت الحراك الطلائعي بنسب لا تقل عما شهدته مدن رئيسية مثل برلين وباريس، معتبراً أن أهم ما يميّز الطلائعية في رومانيا تحرّرها من تأثير علم النفس، كما يهتم الكتاب في أحد أجزائه بانعكاس الطلائعية على المعمار منذ الأربعينيات.


يصدر قريباً عن "دار الساقي" عمل مشترك بين المحلل النفسي التونسي فتحي بن سلامة، وعالم الاجتماع الإيراني فرهاد خسروخاور بعنوان "جهاد النساء: لماذا اخترنَ داعش؟"، وهو كتاب يحاول دراسة الأسباب التي تقف وراء ذهاب شابات من ذوات الجنسيات الأوروبية إلى سورية والعراق. يدرس المؤلفان ذلك بناء على معطيات السنّ والطبقة الاجتماعية وبلدان الإقامة. بداية من العنوان، يؤخذ على الكتاب تكريسه لمفردة الجهاد في سياق تطرفي إرهابي والتسليم بها للدواعش وفق نظرة غربية، في تجاهل تام لتاريخ وفلسفة الجهاد في الإسلام.


صدر حديثاً عن "بينغوين راندوم هاوس" كتاب للباحثة الأميركية جوديث شيرنيك بعنوان "شومان: الوجوه والأقنعة". العمل هو سيرة حياة المؤلف الموسيقي (1810-1856) والذي انتهت حياته نزيلاً في مصحة عقلية، وتشرح التناقضات التي عاشها، فحيث كان يحاول أن يكون شاعراً ورساماً قبل أن يتجه بالكامل إلى التأليف الموسيقي. تدرس المؤلفة نزعة التحرّر لدى شومان تجاه موسيقى باخ وهايدن وموزارت، وعلاته بموسيقيين من جيله مثل شوبان وليست وبرامز، وهي بذلك ترسم مشهد عصر كامل مغمس في الثقافة والفنون وأثره على نفسية شومان.


بترجمة سلمان حرفوش، صدر حديثاً عن دار "التنوير" كتاب "فرويد في زمانه" لـ إليزابيث رودينيسكو، وفيه تقدم إعادة تفسير جريئة وحديثة لعوالم مؤسس التحليل النفسي، اعتمدت فيها على مصادر أرشيفية جديدة. تتتبع رودينيسكو حياة فرويد، كما لو أنها تعيد إحياء منتصف القرن الماضي في فيينا في الأيام الأخيرة من إمبراطورية هابسبورغ، حيث كان فرويد قد بدأ تجاربه السريرية. وتتحدث عما تسميه البقع العمياء عند فرويد مثل مواقفه الشوفينية تجاه النساء، ورفضه بعناد الاعتراف بالتهديد المتزايد لصعود هتلر، حتى وقت متأخر جداً.


عن داري "الروافد الثقافية" و"ابن النديم"، صدر كتاب "مظالم التنوير في أميركا الإسرائيلية وفلسطين الهندية الحمراء" للباحث محمد شعبان صوان. يتحدث الكتاب عن علاقة قيم التنوير الأوروبي بما ارتكبه الأوروبيون من جرائم ضد السكان الأصليين في أميركا ومن تلاهم في الاحتكاك بأوروبا، ويكشف كيف أن صورة التنوير الغربي المثالية تنحصر في الكتب الأكاديمية والمثاليات الفكرية، وهذا ما تحاول هذه الدراسة أن تبرهنه من واقع الأحداث التاريخية من إبادة واستعمار واستغلال ورق بدلاً من الحرية والإخاء والمساواة والعدالة.


عن منشورات "روكو"، تصدر قريباً الترجمة البرتغالية لرواية "الطابور" للكاتبة المصرية بسمة عبد العزيز. صدر العمل بالعربية في 2012، وقد عرف ترجمات إلى لغات أخرى، بالإضافة إلى طبعات عربية عدة. تعتمد عبد العزيز في هذه الرواية على تخصّصها في علم النفس من خلال سبر شخصيات خاضعة لتعسّف الحياة اليومية، من خلال رمزية "الطابور" الذي أصبح الوقوف فيه يمثل لدى شخصيات الرواية ممارسة يومية تمنعهم من فعل أي شيء آخر. يستلهم العمل أجواءه من روايات التخييل السياسي مثل "1984" لـ جورج أورويل، و"يوتوبيا" لـ أحمد خالد توفيق.

المساهمون