ضيافة المستعمِر

11 مارس 2015
+ الخط -

"الضيف" ليست مجرّد واحدة من قصص ألبير كامو القصيرة، بل تشكّل نصّاً مركزياً في أعماله التي تطرّق فيها إلى المسألة الجزائرية. ولعلها النص السردي الوحيد الذي يلمّح فيه كامو إلى حرب التحرير الجزائرية.

فمع أنه كتبها عام 1951، إلا أنه أدخل من دون شك تعديلات عليها قبل صدورها عام 1957. فبين هذين التاريخين كانت قد انطلقت ثورة نوفمبر 1954، وكان كامو قد نشط من أجل "السلام"، وأطلق دعوته الشهيرة إلى هدنة مدنية في الجزائر العاصمة في كانون الثاني/يناير 1956.

في القصة نتعرّف إلى ثلاث شخصيات رئيسية: دارو المعلّم ورمز "المهمة التمدينية لفرنسا"؛ الدركي بالدوشي الذي يمثّل سلطة الاستعمار؛ والسجين العربي الذي يشكّل استعارة للشعوب المستعمَرة، الخاضعة تارةً، والمتمرّدة تارةً أخرى.

ومن خلال العلاقات التي ستقوم بين هذه الشخصيات، نستخلص موقف كامو من حرب الجزائر التي عاش خلالها تمزّقاً. فأبعد من عزلة دارو ومشكلة الضمير التي سيعاني منها، تسيّر هذه القصة جميع أفكار الكاتب حول الخيار والالتزام والأخلاق والعدالة.

وليس عبثاً اختياره لها عنوان L’hôte. فالكلمة الفرنسية التي تعني "الضيف"، يمكن أن تعني أيضاً "المضيف"، وبالتالي تعكس ذلك الالتباس الذي وقع فيه المستعمر الفرنسي، "الضيف"، بتصرّفه في الجزائر كصاحب الدار وتحويله مضيفه إلى "ضيف"، كي لا نقول إلى سجين في داره.

المساهمون