أثر ريم

25 مايو 2016
ريم الكيلاني في إسطنبول، 2008، تصوير: ساهان نوهوغلو
+ الخط -

من تابع مسيرة ريم الكيلاني، سيدرك مزاياها كمؤدية تتحرّك باقتدار بين موروثها الفلسطيني والأندلسي وبين تراث الجاز والبلوز، وكذلك قدرتها على صنع شراكات فنّية في مجتمعات وثقافات مختلفة لصالح قضيتها.

كتبت وتحدثت في أكثر من مناسبة عن ريم كمغنية وباحثة في طليعة من أحسنوا التعامل مع الموروث الغنائي لفلسطين وبلاد الشام، ولا سيما موهبتها الخاصة في انتقاء أفضل عناصر هذا التراث الشعبي وإعادته لنا -نحن أهل هذا التراث- بأصفى صِيَغِه وأكثرها معاصرة. كما استطاعت أيضاً إيصاله إلى جمهور من ثقافات مختلفة مسّته بصدقها وعمق رسالتها الفنية.

وحين ننظر إلى اشتغالها في السنوات الأخيرة -دراسة وتوزيعاً وأداء- على إرث سيّد درويش صانع النهضة الموسيقية العربية في مصر العقد الثاني من القرن العشرين، ندرك مدى حيوية مشروعها الفني وقدرته الدائمة على التطوّر وتوسيع مساحاته.

وبمسيرتها المخلصة، كفنانة مستقلة، تجسِّد ريم في آنٍ معاً عدالة القضية الفلسطينية وهاجس الحرية والتوق إلى مستقبل أفضل للمنطقة العربية.

من يعرف ريم عن قرب لا بد أن يتأثر بمسيرتها المكافحة بعيداً عن أوهام الحياة المريحة أو النجومية، وإصرارها في المقابل على أن تظلّ واحدة من الناس في كل شيء. نثق أن جمهوراً أوسع في العالم سيسمع صوتها ويتلمّس أثره.

المساهمون