يُعدّ الشاعر ميرزا غالب (1797 - 1869) أحد أهمّ شعراء شبه القارة الهندية خلال القرن التاسع عشر، والذي كتب شعره باللغتين الأوردية والفارسية لتعبّر عن مرحلة حقبة كان لها النصيب الأكبر من الاضطرابات طوال التاريخ السياسي والاجتماعي لبلاده.
كان من أبرز شعراء الدولة المغولية التي خاضت عدّة صراعات ضد الاستعمار البريطاني كان آخرها ثورة السيبوى عام 1857 والتي انتهت بسقوطها، حيث كتب أشعاراً عديدة حول تلك الأحداث إضافة إلى قصائد الغزل التي لا تزال شائعة في التراثين الهندي والباكستاني.
تقيم "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة عند السادسة من مساء الجمعة المقبل، الخامس عشر من الشهر الجاري، احتفالية بمرور مئة وخمسين عاماً على رحيل ميرزا غالب بتنظيم مشترك مع منظمة "بزم أردو"، ويتضمّن البرنامج محاضرة قصيرة تعرّف بسيرته وتجربته، وإلقاءء عدد من قصائده.
ولد الراحل في مدينة أكرا من أصول تركية سلجوقية أرستقراطية، وبدأ يكتب الشعر في الحادية عشرة من عمره بالتركية والفارسية، حيث كانت الأخيرة لغة البلاط المغولي آنذاك، ورغم أن ما كتبه بالأردية هو الأقل نسبة بين أعماله، إلا أنها تعتبر الأشهر في الشعر الأردي وشكّلت صوتاً تجديدياً فيه، والتي ضمّنه في ديوانه "الوردة الجميلة" (1826).
يخصّص غالب جانباً كبيراً من أشعاره في مديح النبي محمد والثناء عليه ومنها "السحاب الذي يحمل الجواهر"، كما اتسمت معظم قصائده بالحزن النابع من تجارب الحياة الصعبة، فقد أصبح يتيماً في سن صغيرة، وعانى في طفولته كثيراً، ثم تزوج لكن رحل سبعة من أبنائه صغاراً، وقد ساعدت بساطته في انتشاره الواسع لدى مختلف الفئات الاجمتماعية على اختللاف ثقافتها ومستوى تعليمها.
كان غالب شاعر البلاط خلال فترة حكم الإمبراطور المغولي بهادر شاه ظفر، والذي كان هو الآخر شاعراً معروفاً، وخلال السنوات الأخيرة من حكم المغول، كان صاحب "الكليات" معلم الشعر للأمير لفخر الدين ميرزا، الابن الأكبر للإمبراطور الذي قام بتعيينه مؤرخاً ملكياً في بلاطه.
بعد سقوط الإمبراطورية المغولية عانى غالب كثيراً ليجني رزقه، حيث عاش حياة فقيرة وهامشية في منطقة تشاندي تشوك، وشهد الحصار والتخريب الذي فرضه الجيش البريطاني على الهند.