"برونز".. السلطة في اختبار الجندر

08 اغسطس 2017
(من العرض)
+ الخط -
في عمله الجديد "برونز"، يتكئ المخرج السوري عمر الجباعي (1982) على نص مسرحي للكاتب مضر الحجي صدر في كتاب مشترك بعنوان "حكايا الروح والإسمنت" (2011)، يتناول علاقات قلقة يعيشها السوريون.

عند الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء، تُعرض المسرحية في "رواق بيروت"، ويعاد عرضها في الليلة التالية، وكذلك يومي 15 و16 من الشهر الجاري، وهي تستعرض علاقة ضابط في جهاز أمني مع شاعر معتقل لديه، الضابط هجرته عشيقته، والشاعر متهم بالعمالة لجهة خارجية كما تقول تقارير المخبرين.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يقول الجباعي: "تقوم فكرة العمل المدعوم من مؤسسة مواطنون فنانون على عقد صفقة تشترط أن يكتب الشاعر قصيدة تعيد عشيقة الضابط إليه، مقابل أن يرفع الضابط تقريراً يوضّح فيه أن تقارير المخبرين كاذبة ليطلق سراح الشاعر".

ويضيف "هكذا تتحوّل جلسات التحقيق إلى جلسات نقاش عن الحب ومعناه وعن الذكريات، وأثناء ذلك يتبادل الشاعر والضابط دور السلطة، فيصبح الشاعر محققاً والضابط محقَّقاً معه، كما نكتشف أثناء النقاشات أن للشاعر زوجة، ولكنه أحب امرأة أخرى، أجنبية، ويبدو أنها هي سبب سجنه، إذ يشكّ جهاز الأمن بأنها جاسوسة".

كما يلفت صاحب "أوكنو" أن "الرؤية الإخراجية ترتكز على أفكار النص لتنطلق أبعد منها، فتبادل الأدوار ومحاولة فهم المشاعر التي تولدها الذكريات وتشريح الحب أفكار يتولّاها النص مفسحاً الطريق أمام الرؤية الإخراجية للتجريب على الممثل والجمهور، فبدلاً من اختيار ممثلين ذكرين للقيام بالدورين الرئيسين ستقوم ممثلتان بأدائهما هما: ضنا مخايل ونزهة حرب، بالتالي التركيز الرئيسي في الرؤية الإخراجية هو على أداء الممثلتين بحيث تقنعان الجمهور بأدائهما لينسى أنهما امرأتان تتحدّثان كرجلين".

يوضّح الجباعي أن "من الأسئلة التي تطرحها المسرحية أيضاً معنى الأنوثة والذكورة، وهل تسبّب هاتان الصفتان خلافاً جوهرياً حقاً في الطبيعة الإنسانية؟ هل يمكن للمرأة أن تتصرّف كالرجل لو باتت الظروف معكوسة؟ هل للسلطة تعريف جندري؟ وغير ذلك، وهذا كله يقودنا إلى سؤال عن التمثيل أيضاً".

ويختم صاحب "دوشكا" حديثه بالإشارة إلى أن "هذه التجربة تهدف إلى محاولة فهم "الصدق الفني" وأثره على الجمهور، وفرضيته تقول: إن الصدق الفني هو الوسيلة الأفضل للإيهام الفني. فهل هذا صحيح؟ وفيما لو خاض ممثل أو ممثلة في الشخصية بصدق هل يصبح السلوك الذي تسلكه هذه الشخصية مقنِعاً بغض النظر عن جنسها؟ طبعاً هذه ليست التجربة الأولى على هذا الصعيد، فمنذ أيام الإغريق مروراً بعهد مارلو وشكسبير وليس انتهاءً بأبي خليل القباني كان الشبان يلعبون الأدوار النسائية في العروض، لكن لأهداف مختلفة تماماً عما نهدف إليه نحن".

المساهمون