وقفة مع حبيب عبد الرب سروري

23 اغسطس 2018
(حبيب عبد الرب سروري)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وما يودّ مشاطرته مع قرّائه.

ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

- تشغلني إجازة الصيف وطقوسها الملهمة السعيدة. بعد أسبوعين مثمرين لذيذين في مهرجان المسرح في أفينيون بجنوب فرنسا، بدأنا، زوجتي وأنا، شهراً من السفر والتجوّل في كل أنحاء بلدين جديدين نكتشفهما: ألبانيا ومقدونيا.

■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟

- آخر ما صدر لي هو روايتي التاسعة "وحي"، عن "دار الساقي"، منذ فترة وجيزة. رواية سهلة القراءة، ممتعة، تدور في عوالم جديدة، وتُسقط كثيراً من المسلمات العتيقة أيضاً. لم تكتمل بعد ملامح مشروع عملي المقبل لأتحدث عنه.

■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟

- راضٍ عن كون كل إنتاج أتى من تجربة التهَمتني بالكامل خلال مرحلة ما، استنزفت كل شغفي، وتعلّمت منها كثيراً. لم أعد يوماً لقراءة كل أعمالي بعد نشرها، لأجيب بدقة عن سؤالك. تهمني أكثر مواسم القراءة الجديدة ومشاريع الكتابة في الأيام والأشهر والسنين المقبلة.

■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- يبدو لي أن معادلة حياتي الحالية تناسبني كثيراً، ومفهوم "العودة الأبدية" النيتشوي يرضيني جداً. أي: سأختار العودة لهذه الحياة التي أردتها وكافحتُ لتكون كذلك. ربما فقط لن أعيد خطأً شخصياً أو خطأين: السقوط في مطب ما، وقعتُ فيه يوماً ما. لكنني لست حتى متأكداً من ذلك: للأخطاء نفحاتها المباركة الحميدة.

■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- لا أنتظره على المدى القريب، لكني أريده بكل جوارحي وبضراوة: سقوط أنظمة الطغاة العرب التوريثية، ووقف تدمير كوكبنا الأزرق الحبيب، ومزيداً من الحرية والمساواة والإخاء، وحياة ثقافية عامرة، لكل أبناء الأرض.

■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 

- أبو العلاء المعري أو نيتشه. لدي أسئلة كثيرة لهما. أحب هؤلاء الفلاسفة الذين رفضوا كلّ أو معظم أسس الثقافة السائدة حولهما، احتفلوا بالعقل وحده لا شريك له، وعشقوا السرد والإبداع وكيمياء الكلمات. 

■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟

- لدي عدد كبير من الأصدقاء الحميمين لأختار أحدهم فقط. الإلياذة والأوديسة كتابان أعود إليهما غالباً عندما أبدأ موسم قراءة جديداً. هما أجمل فاتحة حميدة لكل موسم.

■ ماذا تقرأ الآن؟

- نحن حالياً في شواطئ كساميل، ألبانيا، على البحر الأيوني. الجزيرة المواجهة لي على بعد ثلاثة كيلومترات: كورفو الإغريقية، ضمن أرخبيل الجزر الأيونية، حيث الجزيرة الميثولوجية: إيثاكا، موطن أعظم من أحب من أبطال البشر: عوليس. بيني وكورفو بحر مرّت فيه صواري أبطال الإلياذة والأوديسة، وسفن الإسكندر المقدوني بعد نصف ألفيةٍ من ذلك، و... الكتاب الصغير الذي أقرأه حالياً كُتب في هذه الديار، ويستعيد أهم منعطفات كل ذلك الزمن الخالد. عنوانه: "فصل صيفٍ بمعيّة هوميروس"، للكاتب فرنسي سيلفان تيسون. 

■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

- في الصيف أكون بعيداً عن باخ، شوبان، فيروز، وصاحب "قل للمليحة ذي الخمار الأسود"، واليمني محمد مرشد ناجي. لا أسمع غير موسيقى الأمواج والسواقي، ووقع الأقدام الخفيف للعابرين على أرصفة المدن الجديدة التي نكتشفها لأول مرة. مع ذلك، أودّ لو تشاركونني أغنية ألبانية سمعتها مرتين في حفلة راقصة. تبدأ بإيقاع هندي، ثم ألباني، ثم مصري، وأخيراً كردي. أترككم تتخيلون متعة وسحر وحيوية الرقص على موسيقاها.

بطاقة

كاتب يمني من مواليد عدن 1956، يدرّس علوم الكمبيوتر في كلية العلوم التطبيقية في مدينة روان الفرنسية. نشر إلى اليوم تسع روايات منها: "دملان" (2009)، و"تقرير الهدهد" (2012)، و"حفيد سندباد" (2016). ومن أعماله الأخرى: "عن اليمن.. ما ظهر منها وما بطن" (2005)، و"لا إمام سوى العقل" (2014)، و"لنتعلم كيف نتعلم!" (2017).

دلالات
المساهمون