"ملصقات وطنية": خطاب ترامب قبل مئة عام

14 ابريل 2017
(من المعرض)
+ الخط -

ما هو الحدّ الفاصل بين الوطنية وكره "الآخر" والتحريض ضدّه باسمها؟ هذه إحدى الثيمات التي يتناولها معرض في "متحف مدينة نيويورك" يحمل اسم "ملصقات وطنية" افتتح في الخامس من الشهر الجاري ويستمرّ حتى الحادي والثلاثين من تموز/ يوليو المقبل.

يضمّ المعرض ستين ملصقاً كان قد صمّمها فنانون من أجل حشد تأييد شعبي أميركي للحرب العالمية الأولى ودخول الولايات المتحدة كطرف فيها.

"أميركا أولاً" شعار حفظه الأميركان والعالم عن ظهر قلب وأطلقه الرئيس الحالي دونالد ترامب، لكن هذا الشعار الذي أُطلق باسم "الوطنية" ما هو إلّا قناع للتعبئة والبروباغندا ضّد ما لا يتناسب مع الصورة النمطية للأميركي وأميركا الرسمية، وهو ليس شعاراً حديثاً عليها ولم يكن ترامب أول من أطلقه.

قبل مئة عام بالضبط، أي عام 1917 عند انضمام الولايات المتحدة إلى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، التي اندلعت عام 1914، قدّم فنانون من نيويورك أعمالاً تحاكي "الوطنية" المفصّلة في مكاتب الحكومة الأميركية للدفاع عن كلّ ما تقوم به ولتعبئة الشعب ضد "العدو" الداخلي والخارجي.

من جهة، يقف هذا المعرض بملصقاته، التي لم تظهر وقتها فقط كملصقات عادية بل على صفحات مجلات وأغلفة أسطوانات ومطبوعات شعبية واسعة الانتشار، وهي اليوم تحفّز الزائر للغوص في التفاصيل التاريخية لتلك الفترة وعلاقة الإبداع التعبوي بها. ومن جهة أخرى، فإن عرضه يأتي في وقت تشهد فيها الولايات المتحدة تنامياً لخطاب الكراهية والتحريض على الآخر؛ العدو "المسلم" و"المهاجر" و"المكسيكي" و"اللاجئ" و"الأسود" و"المرأة" وفئات أخرى، وهو ليس بجديد على الإمبراطورية الأميركية.

المساهمون