إن الفكرة النبيلة لا تحتاج غالبا إلى الفهم، بل تحتاج إلى الإحساس.
*
كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح، وإنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه.
*
ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقّدة. وليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة. إن الانحياز الفنّي الحقيقي هو كيف يستطيع الإنسان أن يقول الشيء العميق ببساطة.
*
ليس المهم أن يموت الإنسان قبل أن يحقق فكرته النبيلة، بل المهم أن يجد لنفسه فكرة نبيلة قبل أن يموت.
*
دعنا نتفق بأنه في زمن الاشتباك يكون من مهمتك أن تحقِّق الفضيلة الأولى، أي أن تحتفظ بنفسك حيّاً، وفيما عدا ذلك يأتي ثانياً، ولأنك في اشتباك مستمر؛ فإنه لا يوجد "ثانياً"، أنت دائماً لا تنتهي من "أولاً".
*
الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.
*
نحن لا نريد الشيء لأنه جميل.. بل هو جميل لأننا نريده.
*
"أنتِ تشعرين بالتعاسة لأنّك تعرفين بأنّ المطر سيستمر طوال النهار، وستعملين في جرف الوحل طوال الليل. تعالي اجلسي. لا تسمحي لكل ذلك أن يهدمك". جَلَسَتْ وَتَنَفَّسَتْ الصعداء مثلما يفعل الإنسان حين يريد أن يهيل على الغيوم السوداء في صدره هواء نقياً:
"لا، يا ابن عمي. أتعرف ماذا كان يفعل سعد حين يطوف المخيم؟
كان يقف ويتفرج على الرجال وهم يجرفون الوحل، ثم يقول لهم: "ذات ليلة سيدفنكم هذا الوحل".
ومرة قال له أبوه: لماذا تقول ذلك؟ ماذا تريدنا أن نفعل؟ هل تعتقد أنّه يوجد مزراب في السماء وأن علينا أن نسده؟ وضحكنا كلنا، لكنني حين نظرت إليه رأيت في وجهه شيئاً أرعبني، كان منصرفاً الى التفكير وكأن الفكرة راقته، كأنه سيذهب في اليوم التالي ليسدّ ذلك المزراب. ثم ذهب؟ ثم ذهب".
*
الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب، أليس كذلك؟ يقضي نصفها في النوم، بقي ثلاثون سنة، اطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفر وأكل وفراغ، بقي عشرون، إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء، ومدارس ابتدائية، لقد بقيت عشر سنوات.. عشر سنوات فقط، أليست هذه جديرة بأن يعيشها الإنسان بطمأنينة؟
*
حرب شعبنا هي الحرب التي يجب أن تنهي كل الحروب.
*
لن تستطيعي أن تجدي الشمس في غرفة مغلقة.
*
أنا أحكي عن الحرية التي لا مقابل لها، الحرية التي هي نفسها المقابل.
*
لا عذر لمن أدرك الفكرة وتخلى عنها.
*
إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين.
*
إن الانتصار هو أن تتوقع كل شيء وألا تجعل عدوك يتوقع.
*
الحياة ليست نصراً، الحياة مهادنة مع الموت.
*
لا أرتد حتى أزرع في الأرض جنتي، أو أقتلع من السماء جنتها، أو أموت أو نموت معاً.
*
هذا العالم يسحق العدل بحقارة كل يوم.
*
إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية.
*
الثورة وحدها هي المؤهلة لاستقطاب الموت، الثورة وحدها هي التي توجه الموت، وتستخدمه لتشقّ سبل الحياة.
*
لك شيء في هذا العالم، فقم.
*
ليس المهم أن يموت أحدنا، المهم أن تستمروا.
*
هذه المرأة تلد الأولاد فيصيروا فدائيين، هي تخلف وفلسطين تأخذ.
*
في صفاء رؤيا الجماهير تكون الثورة جزءاً لا ينفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب.
*
إن ضرب السجين هو تعبير مغرور عن الخوف.
*
سيظل مغروساً هنا ينبض وحده في العراء، إلى أن يموت واقفاً.
*
أورثني يقيني بوحدتي المطلقة مزيداً من رغبتي في الدفاع عن حياتي دفاعاً وحشياً.
*
إنها الثورة! هكذا يقولون جميعاً.. وأنت لا تستطيع أن تعرف معنى ذلك، إلا إذا كنت تعلق على كتفك بندقية تستطيع أن تطلق.. فإلى متى تنتظر؟
*
الفكرة إن وُلدت ليس بالوسع التخلص منها، بالوسع خيانتها فقط. لذلك ترى كم هو سهل بالنسبة للكثيرين أن يضعوا الأفكار فوق رؤوسهم كالقبعات.
*
الموت السلبي للمقهورين والمظلومين مجرد انتحار وهروب وخيبة وفشل.
*
الغزلان تحب أن تموت عند أهلها، الصقور لا يهمها أين تموت.
*
الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة.
*
لا شك أنها حُرية مُضحكة تلك التي يقترن الحديث عنها بالصدفة.
*
إنكم تخسرون دائماً لأنكم تبدأون، دائماً، من البداية.
*
لا تمتْ قبل أن تكون نداً.