"القاهرة الدولي للكتاب": يوبيل ذهبي بلا بريق

31 يناير 2019
(من المعرض)
+ الخط -

توشك دورة اليوبيل الذهبي لـ "معرض القاهرة الدولي للكتاب" على نهايتها، فمن المقرّر أن تختتم النسخة الخمسون منه الثلاثاء المقبل في أجواء ألقت فيها الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر بظلالها على حركة البيع والشراء داخل المعرض.

احتشدت القاهرة بالضيوف الأجانب من الكتاب والناشرين، لكن حركة البيع الضعيفة وسمت المعرض، لا سيما بعد ارتفاع أسعار الكتب لعدة أسباب يمكن إجمالها بالغلاء المعيشي بالعموم وزيادة سعر الورق وكلفة النشر، ونقل أرض التظاهرة إلى منطقة أبعد عن مركز المدينة، ورفع أسعار الأجنحة وكلف العرض على الناشرين، الذين بالتالي لم يقدّموا تخفيضات كبيرة للجمهور.

لكن ومع قرب اختتامه بدأت دور النشر المشاركة اليوم الخميس، تخفيض أسعار الكتب في محاولةٍ لكسر حالة الركود التي سيطرت على حركة البيع خلال الأسبوع الماضي، ولكي لا تعود أيضاً بحمولتها من الكتب، فقد تقدم تخفيضات تصل إلى أقل من 50% من أسعارها الحقيقة.

بدورها قامت دور نشر المصرية، بنشر العاملين لديها لتوزيع منشورات على أبواب المعرض وداخل الممرات، للترويج لإصداراتها ومكان جناحها وأسعار الكتب بعد التخفيضات، وأهم الكتب التي تحتويها والترويج لهدايا وعروض على كمية الكتب.

شهد المعرض أيضاً رفعاً لأسعار الكتب الدينية بالذات، وهو أمر غير مسبوق في الدورات السابقة، فهناك مجلّدات دينية تجاوز سعرها 2500 جنيه، علماً أن ثمن هذه المجلدات لم يصل العام الماضي إلى 800 جنيه، فيما أكد أحد مسؤولي "هيئة الكتاب المصرية" -فضّل عدم ذكر اسمه- أن التخفيضات الموجود ليست على كل إصدارات الكتب، حيث هناك مجلدات محدّدة مرتفعة الثمن مثل "جمهرة أعلام الأزهر" لأسامة الأزهري بـ 2500 جنيه، و"تفسير الوسيط في القرآن" 2600 جنيه، و"البدور المضيئة في تراجم الحنفية بـ 2700 جنيه، "المغني في أبواب العدل والتوحيد" بـ 2250، لافتاً إلى أن هناك كتباً ما بين 60 و100 جنيه.

بدوره قال عبد الفتاح إسماعيل من إحدى دور النشر المشاركة، إن ارتفاع أسعار إيجار أرض المعرض في مكانه الجديد، والذي وصل إلى ثلاثة آلاف دولار للمتر الواحد للأجانب، و1200 للمصرين، انعكس بالطبع على أسعار الكتب. مشيراً إلى أن الزوار اتجهوا لشراء الكتب الرخيصة منها والتي ما بين 60 و80 جنيهاً، في الوقت الذي اختفت فيه الكتب التي كانت تتراوح أسعارها ما بين جنيه وعشر جنيهات، والتي كانت تعدّ إحدى مزايا المعرض في دوراته السابقة.

يلفت مدير إحدى دور النشر المصرية حماد عبد الرحمن إلى أنه وللمرة الأولى نجد أن نسبة كبيرة من الزوار يأتون للمعرض بهدف الترفيه، ومحاولة الاستفادة من العروض والهدايا المقدمة، أما الشراء والخروج بعشرات الكتب كما كنا نرى في السابق، فبات مشهدًا نادراً، وهو ما دفع العديد من دور النشر إلى طبع منشورات لتعريف الجمهور بالكتب والخصومات، في محاولة لكسر حالة الجمود، والتركيز على طلاب الدول العربية والإسلامية للشراء.

ويلفت صاحب أحد الدور المشاركة فتحي معوض إنه رفع سعر إصداراته نسبة بسيطة، بسبب ضغوط ارتفاع أسعار الورق والطباعة، وارتفاع إيجار المعرض، مشيراً إلى أن تلك التظاهرة الثقافية كان يجب أن تكون مدعّمة من قبل الدولة، حتى يقبل العارضون من دور النشر لتخفيض الأسعار منذ بداية المعرض وليس آخره.

أما مرتادي المعرض من باحثين وطلبة وقراء شباب، فكثير منهم يأتي بهدف التنزه وتصفح العناوين، يقول محمد بكري، طالب في كلية الحقوق، إن الشريحة الأكبر من رواد المعرض هم من الشباب الذين لا يقدرون على دفع مبلغ يتجاوز 60 جنيهاً كحد أدنى لشراء كتاب، مبيناً أن بعض الكتب تجاوز سعرها 120 جنيهاً بعد الخصم، بخلاف أسعار المجلدات التي أصبحت "نار".

وقالت ليلى محمد "خريجة إحدى كليات الأزهر" إنها تستعد لمناقشة الماجستير، واعتادت على زيارة المعرض أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، أما هذا العام فمرة واحدة فقط بسبب غلاء الكتب بعد التجوّل في أروقته، وفضّلت شراء المستعملة منها فقط، أما تلك الجديدة والثمينة فستبحث عنها عبر شبكة الإنترنت.

المساهمون