من وليد رعد وسها طرابلسي: "رسالة إلى القارئ"

13 مايو 2017
(من العمل)
+ الخط -
كيف يتأثر الفن بالحرب والنهب والصدمة والتقاليد وغياب التقاليد، والأزمات السياسية والاضطرابات الشعبية، وما مصير الأعمال الفنية؟ هذه أسئلة اعتاد الفنان اللبناني وليد رعد على طرحها، منذ عمله "أطلس غروب" و"خدش أشياء يمكنني التنصّل منها: تاريخ للفن في العالم العربي"، وها هو اليوم يعرض مع الفنانة الفلسطينية اللبنانية سها طرابلسي عملاً بعنوان "ومع ذلك، رسالة أخرى إلى القارئ"، في غاليري "فوندازيون فوليوم" في روما، والذي يتواصل حتى 17 من الشهر الجاري.

على ثلاثين صندوقاً خشبياً من صناديق النقل رتّبها رعد بحيث تشكّل متاهة من اللوحات، رسمت طرابلسي نسخاً تمثّل أعمال فنانين عرب، منهم لوحة لـ جبران خليل جبران، والفنان السوداني إبراهيم الصالحي والعراقي شاكر حسن آل سعيد والمصري حامد ندا.

هذا ليس التعاون الأول بين الفنانين، بل إن رعد يكمل ما بدأه مع طرابلسي في "هامش للترجمة العربية"، والذي كان تجهيزاً ورسماً مثل المعرض الحالي أقيم في 2015.

في "ومع ذلك، رسالة أخرى إلى القارئ"، تتجمّع الصناديق/ اللوحات تحت إضاءة خافتة، كل لوحة تجسّد مدرسة فنية مختلفة؛ من الوحشية إلى التجريد وحتى ما بعد السريالية. من بين الأعمال نسخة رسمتها طرابلسي للوحة تعبيرية رسمها مروان قصاب باشي عام 1965، كما رسمت نسخة من لوحة أخرى للكويتي جعفر إصلاح أنجزها عام 1968.

من الأعمال التي تتصدّر المعرض، نسخ من لوحات كان من المفترض أن يقتنيها "متحف الفن الحديث" في لبنان، والذي كان من المقرّر افتتاحه سنة 1975، لكن المتحف لم يفتتح أبداً وظلّت الأعمال في مستودعات وزارة الثقافة، إلى أن قام مسؤولون وسياسيون بالتناوب عليها ومنح مجموعة منها كهدايا لأقاربهم وأصدقائهم. كانت طرابلسي مسؤولة عن تسجيل المقتنيات العامة في وزارة الثقافة اللبنانية بين الخمسينيات والثمانينيات وشهدت بنفسها على تلك "الإهداءات". من هنا أعادت الفنانة إنتاجها على خشب الصناديق التي تنقل فيها اللوحات من بلد إلى آخر.

المساهمون