إيميليو غونزاليس فيرين... ما هو الإسلام؟

17 اغسطس 2024
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إيميليو غونزاليس فيرين، باحث بارز في الإسلام بإسبانيا، ينكر الغزو الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية عام 711 ويعتبره سلسلة هجرات، ويناقش في كتابه الجديد "ما هو الإسلام؟" الإسلام من منظور تاريخي ونقدي.

- فيرين يطرح فكرة أن الإسلام هو تعريب للتوحيد، مستندًا إلى دراسته للأديان السماوية الأخرى، ويستند إلى إجابات 450 شخصًا حول مفهوم الإسلام لتأليف كتابه.

- الكتاب يفرق بين الإسلام كدين وحضارة ومجتمعات، وينتقد الصورة الغربية للإسلام منذ العصور الوسطى، معتبرًا أن اليهودية والمسيحية ديانتان شرقيتان نشأتا في نفس المنطقة.

يُعدُّ إيميليو غونزاليس فيرين من أبرز دارسي الإسلام في إسبانيا. بعد كتابه "حين كنّا عرباً" (والذي صدر بترجمة عربية قام بها حسني مليطات)؛ الذي انهمك فيه نحو ما يقرب عقدين من الزمن في إنكار الغزو الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية عام 711، والتأكيد على أنّ ما حدث كان عبارة عن سلسلة من الهجرات التي قامت في منطقة حوض الأبيض المتوسط، ليصل في نهاية المطاف إلى إنكار فكرة حروب الاسترداد الكاثوليكية، والتي تُعتبر جوهر الهوية الإسبانية الوطنية، ها هو اليوم يقدّم كتاباً لا يقلّ إشكالية عن الأول يتناول فيه الإٍسلام.

"ما هو الإسلام؟" هو عنوان كتابه الجديد الصادر حديثاً عن "دار سينديروس" ويحاول فيه أن يجيب عن هذا السؤال الكبير من وجهة نظر تاريخية ونقدية، منطلقاً من دراسة الأديان السماوية الأخرى، حيث يرى أن الإسلام، بشكل أو بآخر، هو تجمّع الأديان التوحيدية، اليهودية والمسيحية، في العصور القديمة المتأخرة، إذ كانوا يتكلمون العربية، لذلك يمكن اعتبار أنه تعريب التوحيد.

يأتي كتاب فيرين من فكرة السؤال نفسه الذي طرحه على أكثر من أربعمائة وخمسين شخصاً على مدى خمسة وثلاثين عاماً الماضية، نصفهم رجال ونصفهم الآخر نساء، حيث دفعته الإجابات المتنوعة التي حصل عليها إلى ضرورة تأليف الكتاب، بهدف مواجهة قسوة بعض هذه الإجابات وفجاجتها، ودحض غيرها، وتطوير أُخرى.  

قد يكون الجواب الذي يقدّمه فيرين لسؤاله الكبير بسيطاً للوهلة الأولى، حيث يقول في مقدّمته للكتاب: "إن هذا السؤال الذي يشغلنا والذي أُلّفت من أجله العديد من الكتب والدراسات مختصرٌ جدّاً إلى درجة أنه لا يتجاوز ثلاث كلمات: "انفتاح الشعب المختار". ثم يشرح صاحب "تاريخ الأندلس" فكرة هذا الانفتاح، التي تعني تحطيم الأسوار أو المقصورات المانعة للماء، والتغلّب على الجدران، والتوسّع، والامتداد إلى البشرية جمعاء.

يطوّر المؤلّف بحثاً في أصول القرآن، والدين الإسلامي، وتنشئته الاجتماعية، وانتشاره في جميع أنحاء العالم. ويصرّ على أنه لكي نعرف ما هو الإسلام، علينا أن نفرق بين الإسلام بوصفه ديناً، والإسلام حضارةً، والمجتمعات الإسلامية.

كذلك يتناول المؤلّف في كتابه الصورة التي خلقها الغرب عن الإسلام منذ بداية العصور الوسطى، والتي يصفها بالصورة الغيرية، حيث يُنظر إلى الإسلام على أنه دين مختلف، مع العلم أنّ اليهودية والمسيحية ديانتان شرقيتان قامتا في مكان الإسلام نفسه.

المساهمون