سفينة لويس التاسع

03 نوفمبر 2015
جيزون دي كايرس تايلور/ بريطانيا
+ الخط -

لا نعرف لِمَ تصرّ الأذرع الثقافية الفرنسية على لعب دور تطبيعي لصالح "إسرائيل"، سيما في سنوات تشتد فيها حملة المقاطعة الثقافية عليها في العالم. كأنما الأمر تقسيم وظائفي بحيث تستأثر فرنسا، من بين دول الغرب، بالنصيب الأكبر من هذه "المبادرات". الأمر في رأينا يتجاوز مفاهيم "الدبلوماسية الثقافية" إلى نوع من العنف الاستعماري الناعم.

كل كاتب أو شبه كاتب عربي ينزلق إلى مجاملة الصهاينة تفتح له المراكز الثقافية الفرنسية أذرعها وتؤمن له كلفة "الزيارة" إلى "تل أبيب" أو القدس وتحتفل به.

لماذا يصبح أي انتهازي موتور أنموذجاً للشجاعة والانفتاح وبعد النظر في العيون الفرنسية حين يبدي موقفاً متحمّساً أو في الحد الأدنى "متفهماً" لإسرائيل؟

هذه تساؤلات استنكار لا تنتظر إجابة، الإجابة مريرة فعلاً. فالثقافة الفرنسية، ورغم كل ما أنتجته عن التحرر، يبدو أنها لن تتخلّص من سيطرة مركّبها الاستعماري.

نقول هذا ونحن نقرأ خبراً عن "رحلة بحرية فكرية" تنظمها مجلة "ماريان" الفرنسية، بين 1 و12 من الشهر الجاري، لمجموعة من المثقفين الفرنسيين (بينهم ريجيس دوبريه ولوك فيري) وإحدى محطاتها القدس المحتلة باعتبارها مدينة إسرائيلية.

في حين تطالع العالم أخبار غرق قوارب السوريين، تطوف في البحر المتوسط سفينة تحمل مجموعة من "المفكرين" التائهين. نتخيلها سفينة خَرِفة نسيها جيش لويس التاسع قبل أن يفتك به الطاعون.


اقرأ أيضاً: المستعمِر ضيفاً

دلالات
المساهمون