منطقة غائبة

06 سبتمبر 2016
فاسيلي كاندينكسي/ روسيا
+ الخط -

نهاية القرن الماضي، كان واضحاً أن السلاف بلغاتهم ومذاقاتهم المتعددة يمثلون مكوّناً رئيساً في الثقافة العالمية.

لقد قادهم القرن العشرون إلى موقع أساسي في خارطة العالم، فالحرب العالمية الأولى كانت انتقاماً لمقتل ولي عهد نمساوي جعل منه الألمان والنمساويون (العرق الآري) ذريعة لإبادة العرق السلافي، وفي الثانية ارتكز هتلر على نظرية المجال الحيوي فجعل توسّع الرايخ الثالث ينطلق من افتكاك أرض العرق الجار. أما في الحرب الباردة، فقد تسيّد الروس نصف العالم وأثروا فيه.

رغم هذا الحضور، يبدو هذا المكوّن شبه غائب عربياً، إذ لا نكاد نتداول إلا قلة من أسمائهم في حياتنا الثقافية وغالباً ممن وقعت عليهم أضواء الغرب كالبيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش أو السلوفيني سلافوي جيجك. حتى "حضور" الروس القوي في الشأن العربي اليوم لن تجد مقابله روح مبادرة لمعرفة كتّابهم وفلاسفتهم أو إستراتيجيّيهم.

ما ينسحب على السلاف ينسحب على أعراق أخرى (يابانيون، هنود، أفارقة...). المحصلة، تفاعل حضاري محكوم بعلاقات القوة واحتكاراتها. قد نكون مقيّدين في الاقتصاد والسياسة بهيمنة لها أسبابها التاريخية، لكن في الأدب والفكر، ما الذي يمنع من إلقاء نظرة في ما يدور في تلك المنطقة في العالم، وهي التي تتقاطع معنا في مواجهة المركزية الغربية؟


المساهمون