"أصل العقل": داروين في المندرة

10 يناير 2020
جزء من عمل لـ إبراهيم الجوابرة
+ الخط -

تنشط خلال السنوات الأخيرة، في عدة مدن عربية، مجموعات كثيرة تحتفي بالفلسفة ضمن نقاشات وتظاهرات تخرج بهذا المجال المعرفي من فضاءاته التقليدية مثل الجامعات والمحاضرات التي يقدّمها المتخصّصون، وإن كان من المفيد الإشارة إلى أن هذا النوع من تعاطي الفلسفة هو الأصل في ممارستها لو عدنا إلى منابعها اليونانية.

من بين هذه المبادرات "صالون فلسفة في المندرة" الذي أطلقه شباب من مصر في القاهرة، والذي تقام حلقته الثالثة تحت عنوان "أصل العقل.. داروين في محكمة الفلاسفة" عند السابعة من مساء اليوم، حيث ينطلق النقاش من السياقات التي حفّت بصعود نظرية التطوّر لدى عالم الأحياء البريطاني تشارلز داورين ومن ثمّ تناول انعكاساتها ليس فقط في مجال العلوم بل أيضاً على صعيد المجتمع والسياسة والثقافة.

يُذكر أن الحلقتين السابقتين من "صالون فلسفة في المندرة" خصّصتا إلى الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (القرن الثامن عشر) باعتباره أحد منظّري الحداثة، حيث حمل اللقاء الأول عنوان "الكلب الألماني.. كانط العظيم"، فيما حمل الثاني عنوان "أخلاق كانط".

يشير المنظمون ضمن تقديم الحلقات إلى أنها تتبع نظاماً يقوم في مرحلة أولى على العودة إلى "مناهج التفكير" في سبيل تعويد المشاركين تدريجياً على حسن استعمال المنهجيات التي طوّرها المفكرون والفلاسفة على مدى قرون، ومن ثم التطرّق لاحقاً إلى إشكاليات تتصل بشكل مباشر مع الحياة اليومية.

يقدّم التصوّر العام للحلقات، والذي صيغ بالعامية المصرية، رؤية طريفة للفكر الفلسفي باعتبارها خياراً للتفكير ضمن خيارات متعددة يمثّل بالنسبة لكثيرين الأسلم لبلوغ الحقائق، ومنه نقرأ: "لكل منا طريقة تخصه في التفكير (..) أحياناً نفكر في الواقع كما ما هو (على قدر ما نستطيع)، ومرة نفكّر من خلال الدين، وأخرى من خلال العادات أو بمنطق القوة والسلطة، كما يمكن أن نفكّر بطريقة نفعية وأحياناً نتخيّل مثاليات ونحققها: الرحمة، العدل، السوبر هيرو... كل طريقة يكون لها تأثير مختلف على قراراتنا، وأحياناً نستخدم أكثر من طريقة في نفس الوقت؛ فنقع في الحيرة والتشوش والتناقض" ليخلص التقديم إلى أن "الفلسفة تساعدنا كي نعرف الحدود بين طرق التفكير المختلفة، وليس المهم أي طريقة أو منهج سنختار، المهم أن يكون تفكيرنا متوافقاً مع نفسه، بعيداً عن التناقض على قدر المستطاع".

المساهمون