مع توقّف العديد من صالات العرض في القاهرة عن تنظيم معارض تشكيلية بعد تفشي فيروس "كوفيد - 19"، أطلقت بعض المؤسسات مبادرات لتقديم أعمال فنية بشكل واقعي أو افتراضي لمواجهة الجائحة، لكن معظمها لم يهتم بالمستوى الفني، في تركيز على التفاعل مع الحدث نفسه.
عادت مؤخراً بعض الغاليريهات للإعلان عن مواسمها الجديدة، ومنها "سفر خان" الذي افتتح معرضاً جماعياً في الأول من الشهر الجاري بعنوان "إزهار"، بمشاركة سبعة وعشرين فناناً يعرضون حوالي سبعة وثلاثين عملاً حتى الخامس عشر من آب/ أغسطس المقبل.
يشير بيان المنظّمين إلى أن المعرض هو "انعكاس كلّي لهوية مصر الجماعية ورحلتها من البدايات الفرعونية إلى حداثة اليوم، حيث يفسح المجال لمجموعة متنوعة من الفن عبر مختلف الوسائط والمواضيع المختلفة، وكلها توحد الخيوط المشتركة التي تحرك نسيج الثقافة المصرية والمجتمع والحياة والتفاني في التعبير عنها".
يشارك في المعرض كلّ من الفنانين: إبراهيم خطاب، وهند الفلافلي، وكريم عبد الملاك، وغيداء أشرف، وأحمد صابر، وسارة طنطاوي، ويسرا حفض، وماجد ميخائيل، وهاني جبرائيل، وأحمد جعفري، وعلاء عوض، وأسماء خوري، وإيمان بركات، ومصطفى طه، وريم أسامة، ووئام علي، وياسمين رضا، ونادية وهدان، وسلمى العشري، ومحمد ربيع، وحسين زهران، وأحمد يسري، وأحمد نصير، وإيناس رزق، وعلاء أبو الحمد، والشيماء درويش، وهاني فيصل.
تواصل الفلافلي تقديم العنصر الجسد الأنثوي في جميع لوحاتها ضمن حالات متنوّعة بعضها يحاكي الواقع وآخر يأخذ بعداً رمزياً، مستفيدة من تخصًصها في الغرافيك حيث تميل تكويناتها إلى التبسيط خاصة في رسم تعبيرات الوجوه، والتي تنفذها بالأكريليك على القماش عادة.
يتكئ خطاب على مؤثرات فرعونية يعيد إنتاجها في أعماله التي يجمع فيها بين الرسم وفن الفيديو والإنشاءات، مبرزاً التفاصيل فيها والتباين اللوني الذي يمنح عمقاً للعمل وإحساساً بتراكم الزمن، بينما تعرض طنطاوي لوحة بعنوان "مسكن الألم" بأسلوب يمزج بين التعبيرية والواقعية.
أما حفض، فترسم نساء يقتربن في تشريحهن من ملكات مصر القديمة، حيث تلتقي جاذبيتهن مع غموض في نظراتهن يعكس قلقاً وحيرة كمتلازمتين في عصرنا الحالي، وتستمد أشرف لوحاتها من أجواء البحر في الإسكندرية بإيقاعات لونية صاخبة ومفردات محتشدة من بشر وشجر وأبنية وحيوانات أيضاً.