"ديدون وإيني": أوبرا عن الحب وأساطيره

22 مايو 2019
(من العرض)
+ الخط -

تعود أقدم نسخة من أسطورة ديدون وإيني إلى عهد الإغريق، التي تتحدّث عن وقوع المحارب إينيس، أحد أبطال طروادة ونجل الأمير أنديسيس والإلهة أفروديت، في غرام ديدون ملكة قرطاج، كما يذكرهم هوميروس في الإلياذة لكنه يصنّفهم أبطالاً من الدرجة الثانية، قبل أن يوليهم الشاعر الروماني فيرجيل مزيداً من الاهتمام في الملحمة اللاتينية.

تواصل توظيف قصة العاشقين في الآداب الأوروبية خلال عصور لاحقة، وربما كان حضورها الأبرز لدى دانتي في "الكوميديا الإلهية"، لكن صورتهما ظلّت أقرب إلى الضعف البشري منها إلى قوة الأبطال أنصاف الآلهة كما في قصص الحب الأخرى التي روتها الملاحم، فأصبحت قريبة من الناس وتبعث على التعاطف معهما.

يقدّم "أوركسترا أصوات أوبرا تونس" عند العاشرة من مساء غدٍ الخميس على خشبة "مسرح الأوبرا" في مدينة الثقافة في تونس العاصمة أوبرا "ديدون وإيني" للمؤلّف الإنكليزي هنري بورسيل (1659-1695) بقيادة الموسيقي هشام العماري، ومشاركة "باليه أوبرا تونس" و"المركز الوطني لفنون العرائس".

يعدّ العرض من أقدم الأعمال الأوبرالية في إنكلترا حيث تم تأليفه عام 1688 في مقدمة وثلاثة فصول، وعُرض بعدها بفترة قصيرة في "مدرسة خوسيه كاريس" في لندن، وهي تنطلق من مشهد ديدون وهي محاطة بمرافقيها في بلاطها الملكي ملكة قرطاج، ثم يتضح لاحقاً أنها مكتئبة فتنصحها بيليندا بالعثور على الحب الذي سوف يعالج أحزانها، مذكّرة إياها أن إيني يبدي اهتماماً بالزواج منها.

تخشى ملكة قرطاج الوقوع في الحب لأن ذلك سيجعل منها حاكمة ضعيفة، وتظلّ بليندا تشير إليها أنه حتى الأبطال العظام يجدون الحب، وعندما يدخل عليها إيني أخيراً يرتعش قلبها وترد عليه بالإيجاب، ويعدّ لهما الخدم نزهة لكنهما سيضطران للعودة بسبب قدوم العاصفة.

لكن إيني يتعرّض إلى مكر الساحرة ويغيب عن ديدون التي يدخل إلى قلبها الشك حيال ابتعاده عنها، وعند عودته إلى قصرها تطلب منه المغادرة، وتدخل بعدها في حزن كبير لن تتعافى منه أبداً حتى تموت، وإلى جانب هذه الأحداث الدرامية لا تغيب المعاني والإسقاطات السياسية بين المملكتين المتحاربيتين على ضفتني المتوسط وفصول الثأر بينهما.

المساهمون