تحت عنوان "قيد البناء" تنطلق الدورة الثانية من التظاهرة التي تضمّ سلسلة من العروض الأدائية والوثائقية والمسرحية والموسيقية في عدة مدن فلسطينية مساء الثالث من أيار/ مايو المقبل وحتى 11 منه.
التظاهرة التي تنظمها مؤسستا "عبد المحسن القطان"، و"كونيكسيون" البلجيكية، ستتنقل بين رام الله، ونابلس، والقدس، وحيفا، وطولكرم، بمشاركة أكثر من ثلاثين فناناً، حيث يكون الافتتاح مع ثلاثة عروض؛ الأول "ركل القفص" وهو مواجهة بين موسيقيين كل منهما ينتمي إلى عالم مختلف وهما برجس سماحنة من فلسطين، وعازف الغيتار كوجاك كوساكاموي من الكونغو.
تقام هذه المواجهة مساء الخميس المقبل في المحكمة العثمانية في رام الله، يسبقها عرض "زهر" في "مركز خليل السكاكيني"، الذي يقوم على بحث الفنان بيار مويل في فلسطين على أشياء صغيرة لمعرفة تاريخها، حيث يقوم الفنان البلجيكي بجمع هذه الأشياء وتغليفها ونقلها معه ثم إخراجها من عبواتها في مكان آخر، ويشارك الجمهور تفاصيل جمعها عن تاريخها، وحياة الأشياء قبل أن يعثر عليها ثم بعد أن عثر عليها.
وفي "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" يقيم الفنان الفلسطيني فرج سليمان أمسية عند الثامنة من يوم الافتتاح، يعزف خلالها مقطوعات من تأليفه، التي تجمع في مزاجها الموسيقى الشرقية دون أن يخفى التأثر فيها بالتانغو والجاز.
من بين فعاليات التظاهرة عرض أدائي لمشروع "إذاعة دون تردد"، يقدمه من فلسطين كل من زينة زعرور، ولما رباح، وفارس شوملي، وحنة الحاج حسن، ومن بلجيكا توماس ديفوت، وكات أرنايرت، وماتيس فاندرلين، ويمكن متابعة 19 حلقة من هذه الإذاعة على "ساوند كلاود" والتي تتطرق إلى مواضيع تتعلق بتاريخ القضية الفلسطينية بشكل خاص من هذه الحلقات "يا نكسة ما تمت"، و"الأرض الثابتة: في ذكرى اغتيال غسان كنفاني".
كما يضم المهرجان عرضاً مسرحياً تجريبياً لأدلين روزنشتين بعنوان "وصف تخريب"، تقدم من خلال ستة مشاهد سرداً تاريخياً عن فلسطين بدءاً من عام 1799، وعلاقة الاستعمار الأوروبي بالمنطقة العربية، وتلجأ في محاضرة مسرحية إلى أسلوب تهكمي ساخر، وتقدم مواد توضيحية من صور وشهادات وحوارات، وتتنقل بين شخصيتي الممثل والمحاضر.
وتحت عنوان "خنفستان" تقدم الكاتبة والمخرجة المسرحية الفلسطينية رماح جبر عرضها المسرحي الأول، الذي يقوم على تداخل مصائر ثلاث شخصيات؛ امرأة فلسطينية، وفتاة فلسطينية، وجندي إسرائيلي. وهو عمل يدور في أجواء كتابة مستمدة من واقع العيش تحت الاحتلال، والذي تقول عنه الكاتبة "غالباً ما تحتوي نصوصي على لمسة سريالية، ترتبط بالوضع في فلسطين. في حي ما، يطلق النار على شخص ما، بينما ينعقد حفل زفاف في حي آخر"، العمل يؤدى بالإنكليزية وهو من تمثيل نونا بورز، فيمكي شتالرت، ورانديرت فيرمير.
وضمن برنامج الأفلام الوثائقية يعرض فيلم "ما الذي حصل في الخيمة" من إخراج مجد خليفة ورويل نوليت، ويتناول تجربة عمل فريقين من لاعبي السيرك الفلسطينيين والبلجيكيين، والتحديات التي يواجهها كل فريق في مجتمعه، وطرائقهم في تحويل السلبية والعنف والتفرقة التي يواجهها الفريقان إلى مشروع بناء.
ويعرض فيلم "فندق بروبليمسكي"، الذي يضم قصصاً جمعها الكاتب الفلامنكي ديميتري فيرهالست من مراكز اللجوء السياسي التي يلجأ إليها المهاجرون، كان قد كتبها للصحافة قبل أن يقرأها فيرهالست ويحوّلها إلى فيلم وثائقي.
أما "دولتنا من كلام"، فهو فيلم مستقبلي للمخرج ماتياس بوبيه تدور أحداثه في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، عندما يستيقظ سكان المخيم على أن قرار العودة إلى فلسطين بات حقيقياً، فكيف يتصرّفون وكيف تتحول أحلامهم وماذا ينتظرهم. يقود الفيلم خيط رفيع بين الخيالي والوثائقي، والحلم والحقيقة، وتحضّر العائلات لعودتها الخيالية، بينما يتضح بالتدريج أكثر فأكثر أن هذا حلم لن يخرجهم من حياتهم اليومية في المخيم. من خلال الكلمات، التي يستخدمونها كممثلين للحديث عن حلم العودة إلى ديارهم، ويمكننا أن نفهم، بشكل أكثر تعمقاً، ما معنى أن تعيش في المنفى.