"الصدى المكتوم": خلاص الماعز من عذاباته

15 فبراير 2018
(من بروفات العرض)
+ الخط -
عند الثامنة من مساء اليوم الخميس، يحتضن "المسرح القومي" في مدينة أم درمان السودانية عرض "الصدى المكتوم" لـ وليد عبد الله التي تقدّمها جماعة "الباحثون المسرحية"، ويلعب شخصياتها كلّ من رماح القاضي، ومزدلفة الحاج ولنا عوض ومحمد القاضي وبابكر حبني.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يلفت مخرج العمل إلى أن "النص الذي قمت بتأليفه يتناول أزمة الطبيعة وكائناتها التي تسبّب فيها الانسان بممارساته وسلوكياته الفظّة، وقادت إلى تفاقم المآسي فيها، خاصة الحيوانات التي طوّعها وأخضعها إلى سلطته من خلال سطوته عليها".

يضيف: "ارتكزت المسرحية على مأساة الماعز ككائن تم قهره وهدره من قبل الإنسان، وإبراز حجم البشاعة والفظاعة التي ظلّ يتعرّض إليها ويعانيها بصورة مستمرة، وأنه مثل بقية الكائنات يستحق أن يعيش في هذا الوجود بسعادة عوضاً عن الشقاء الذي أدخلته فيه البشرية بوحشيتها المغرضة، وهي تنشد الخلاص من العذابات والويلات التي تجرّعتها الطبيعة".

تنطلق الرؤية الإخراجية، بحسب عبد الله، من نظرة مفادها لفت الانتباه ودق ناقوس الأسى إلى كلّ التشويه والتلويث الذي أحدثه الإنسان حين خان الأمانة التي كلّف بها لإعمار الارض، وقام بدلاً من ذلك بتدميرها وتخريبها، عبر معالجة تقوم على أنسنة الماعز؛ نصف بشري ونصف حيواني، وقد جرى استنطاق الطبيعة والحيوان لمناقشة قضايا الإنسانية ومعاناة بقية الكائنات على هذه الأرض.

يوضّح أن "أحداث العمل تدور في حظيرة توحي بأنها حلبة مصارعة، ويفترش أرضها البرسيم وفيها إناء للشرب على هيئة قارب تثبّت عليه مرابط عليها شواهد توحي بأنها مقبرة، إضافة إلى بعض الحبال وماء يتدلى من علٍ في لحظة من لحظات العرض".

يُذكر أن وليد عبد الله تخرّج من قسم الدراما في "جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا" عام 2007، وأسّس "جماعة الباحثون المسرحية"، وساهم في تأسيس "مهرجان المسرح الحر في السودان"، و"مهرجان بشيش للمسرح التفاعلي". وله العديد من المسرحيات؛ من بينها: "توابيت الصمت"، و"الباحثون"، و"تورس اليسل"، و"فرقة تمثيل"، و"المسرحية".

المساهمون