بينما نستمر بالتعثر في اكتشاف حديقتنا

07 يوليو 2019
(الشاعر)
+ الخط -

أكتبُ إلى صديقي

الذي يعتمر نقمتَه
كقبعة ورقية
يظنُّ أنها تجعله
يبدو سخيفاً.
يقول،
"مَن أنا كي أطالب
الآخرين بالإصغاء إليّ؟"
لكن الجسدَ جسدٌ
والنارَ نارٌ،
وليس من الضروريّ
أن تشكّل الأشياءُ فرْقاً
كي تكون حقيقية.

من خصائص
نبيذ الزنجبيل
أنه يفتقر
إلى الإعجاز.
وأنا أكتبُ،
أتمنّى
أن يتذكّر هو مذاقَه.

أكتبُ
في مهبّ الريح.
أما هو فلن
يكتبَ ردّاً.
هو يحبني
إلى أقصى الحدود.


■ ■ ■


تتساقط الطيورُ أحياناً


وهذا بالكاد يُلمَس.

امرأة متعَبة
تُسوّي ياقتها
على الرصيف
في محطة القطار.

تَجَلّي
المثالِ
أبداً يفوقُ
استخدامه الشحيح.

ريشة زرقاء
تتراقص في أعماق الليل.


■ ■ ■


المِفْصَلة


يدٌ تمتدّ ملأى قد رُدَّتْ
تنتزع الزنابق من علَب الأزهار
في ليالٍ تُصَدُّ حتى القبَلُ فيها.

قد سألتِ الشرفةُ إن كان يمكنها
الانسحاب إلى صالة الاستقبال
كي تتجنّبَ الخجلَ من رِضاها

بيِّنٌ، كقرية صغيرة
من الحمَام السلحفاتيّ
ذهلتْ عن الطريق
إلى الأسلاك من أمامي.

بأقلّ قدر من هذه القوة
يُغتالُ أحدهم أو يبدأ بالاعتقاد
أن شيئاً ما سيؤدي إلى مكان ما
مختلفٍ ومنكسِرِ الضوء.

ربضتِ الأشجارُ.
تميل بأناةٍ، تُخلِّقُ
الظهيرةُ أشباحاً ترحّبُ بالشفق.

يدٌ ترفُّ
بينها، كسمكة ضئيلة،
بين أشداق الظروف.

لكنّ خطوط الظل
تتمدد وتتكاثف، لتخمد
وهجَ السالمون، رغم جسارته.

والأيدي، كما الأزهار،
يصيبها الذبول، أسرع حتى من نواياها،
في أوج التلقيح.

أن تصلَ يعني أن تنتأ.
أن تتواصل يعني أن تتهدل.
إنه عالم الأبعادِ الباردة.
هل عليَّ أن أغنّيَ عن الطيران
بينما أهوي عن الحافّة؟


■ ■ ■


ما بين الغرس والحصاد
(إبيثالاميون Epithalamion لـ تيم ولوري)


سنستمر
بالتعثر في الحديقة،
بينما نستمرّ
بالتعثّر في الحديقة.

محكومون
بالمضيّ أبعدَ كلّما مضينا أبعدَ.
قد أينعتْ أصواتنا
في أُوارِ احمرار وجوهنا.

سنستمر
بالتعثر في الحديقة،
فلِمَ يصرّ هؤلاء الناس
على تناول الكثير من الفاكهة؟

سيغيّرون اسمها.
سيوارونها تحت الجبال.
غير أننا سنستمر
بالتعثر في الحديقة

وهكذا سنستمر
بالتعثر في الحديقة.

ورغم أننا أحياناً تعبْنا
ونحن نَنشد الوصول، نَنشدُ الاحترام لزيٍّ لبسناه،
فإن الضحكَ نعمةُ العاطفة
وإننا زهونا في بقائنا.

وهكذا سنتعثر
من جديد في الحديقة.
نعم، سنتعثر
على ممرات الحديقة.

ورغم أنها ستُغمَرُ
بالفوضى والسخام،
سيبقى معيارُ ملذّاتنا المخضوضرة
يحدد زمنها المقرون.

عالمٌ قاسٍ وأخرقَ،
فلتُغفَرْ لنا غبطتنا،
بينما نستمر
بالتعثر
في اكتشاف حديقتنا.


■ ■ ■


على البلاط الملوَّن


لبياناتنا،
يصْفقُ باطناً
قدميّ الطفل
أثناء عبوره.

أيضاً في كلّ يوم،
كما أيّ يوم،
ما الذي نملكه؟

سخّنت الشمسُ الماءَ
في الحوض البلاستيكي الصغير.

اليقين؟
ستجده ملموماً،
في كومة صغيرة
من أيديولوجيات توشك
على أن تُربَطَ في كيس وتُرمى في الخارج.

تكمن الطبيعة الترميمية
للتواصل البشري
في أننا ربّما
نجحنا بأن نكون أكثر.

ليس ذلك أن
للأمر صلةً بالزمن،
رغمَ ارتهاني
للانطباع بأني أتذكر
كلّ لمسةٍ عرفتُها من قبل.

التنفّس والوقوع في الخطأ
هما من طبائع العيش.

على الرغم من ذلك سيضحك الطفل
ويطرطش الماء.

على الرغم من ذلك ستأتي
لحظةُ الاكتشاف.

ولو أنّ كلاً من ذلك،
منطقيّ،
محض صدفة،
أو سوء فهم.


* Mario Ángel Quintero شاعر وكاتب قصة كولومبي من مواليد 1964 يكتب باللغتين الإسبانية والإنكليزية، تُمثّل تجربته التيار الجديد للكتابة في بلده.

** ترجمة: أحمد م. أحمد

المساهمون