بروكسل.. ضاحية باريسية للأثرياء أم برلين جديدة للفنانين؟

18 مايو 2019
من متحف الفن المعاصر المتوقع افتتاحه 2020
+ الخط -
تتردد في السنوات الأخيرة تساؤلات حول مستقبل مدينة بروكسل كعاصمة للفن العالمي في أوروبا، مردّ ذلك إلى عدة عوامل يمكن أن تلعب دوراً في هذا السياق.

من أبرز العوامل عدة تظاهرات وضعت العاصمة البلجيكية على الخريطة العالمية للفن المعاصرة مثل "آرت بروكسل" الذي يمر عليه هذا العام 37 عاماً منذ انعقد أول مرة وأصبح أحد أهم التجمعات التي يتطلع الفنانون إلى المشاركة فيها فهو التظاهرة التي يباع فيها كل شيء تقريباً وتنتهي بقاعات عرض بيعت معظم الأعمال فيها، إلى جانب افتتاح مركز "فيلس للفن المعاصر" Wiels والذي حقق مكانة لافتة حتى الآن.

من جهة أخرى، فقد شهدت المدينة تدفق الأثرياء الفرنسيين عليها هرباً من الضرائب المرتفعة وقد افتتحوا عدة صالات فنية جديدة، كما أنهم يعتبرون من أشهر المقتنين وجامعي شتى أشكال الأعمال الفنية في العالم. بهذا المعنى فإن بروكسل لن تتحول فقط إلى ضاحية فرنسية ثرية، بل ربما تكون برلين الجديدة بحق، وفي إحصائية نشرت عام 2012 فإن بروكسل تحتضن أكبر عدد من أهم جامعي التحف والقطع الفنية في العالم ومن جنسيات متعددة.

ليس هذا فقط، فإلى جانب المتاحف الرسمية ودار الأوبرا الملكية، يتم إنشاء مساحات فنية جديدة، سينضاف لها افتتاح متحف كبير للفن الحديث والمعاصر في موقع صناعي سابق في عام 2020 يهدف إلى وضع بروكسل بين المدن الثقافية الأوروبية الأساسية إلى جانب باريس وبرلين.

في مسارها الثقافي تُظهر العاصمة البلجيكية بعض أوجه التشابه المثيرة للاهتمام مع العاصمة الألمانية. على افتراض أن المشهد الثقافي الحالي لبروكسل يشبه "نموذج برلين" في التسعينيات، فقد تحولت الأخيرة إلى موديل حقيقي للمدينة المرجعية فنياً، ليس فقط في بروكسل ولكن بشكل أعم في العديد من المدن الأوروبية الأخرى وحتى أميركا.

وحتى إذا كانت هذه المقارنات المنبثقة بشكل رئيسي من المجلات والمدونات تبدو متسرعة، فلا يزال هناك شيء واحد مشترك: إنها تشير جميعها إلى برلين وليس إلى نيويورك أو باريس أو لندن أو برشلونة أو مدريد.

حول مستقبل بروكسل كعاصمة ثقافية للفن المعاصر على مستوى العالم، يقيم فضاء "إم كيه 2" في باريس ندوة مساء اليوم، بمشاركة باحثين وأساتذة تاريخ فن هم: نيكولا إكزافيه فيران، وأميلي ساباتيه، وبول برنارد نورو.

دلالات
المساهمون