يُعدّ الفنان المغربي عبد الله الأطرش (الصويرة 1972) من الفنّانين المنحازين للثقافة الشعبية والتراث بمعناه الإنساني الكبير الذي يتجذّر في فلسفته الفنية وينعكس في أعمال مثقّفة بصرياً وفنياً.
الأطرش من الفنّانين الذين تعلّموا الفن ذاتياً، فقد تنقّل بين مهن مختلفة كالطهي والعمل في الأخشاب، وصولاً إلى لحظة قرّر فيها أن يكرّس نفسه لفنّه، فأطلق أول معرض له عام 1996.
تحت عنوان "حلم اليقظة"، يقيم الفنّان معرضاً في "غاليري بي أند إس" في الدار البيضاء يفتتح اليوم ويتواصل حتى 11 كانون الثاني/ يناير المقبل.
في أعماله، نرى الشعائر والطقوس والإيقاعات، وتُظهر الأعمال المستوحاة من هذا السياق شخصيات ذات عيون بارزة، في حالة من النشوة والطرب، إلى جانب ظهور الحيوانات والثعابين والعقارب والسحالي والزخارف النباتية.
في اللوحات روح تمزج هويات مختلفة من أفريقيا والعالم العربي، تظهر من خلال طقوس الطبول والرقص والأزياء القبلية والألوان الحارة التي تميل إلى المدرسة الوحشية.
ثمّة حشد من التفاصيل يذكّرنا بأعمال غوغان في غابات تاهيتي، حيث كل التفاصيل قريبة من سطح اللوحة: الوجوه والأجساد والمخلوقات والأشجار في حالة من الحرارة والاحتفال الغرائبي والعجيب.
لا يخفى تأثّر الفنان بالألوان الأفريقية الحارة، والحشد اللوني بطبقاته البرتقالية والحمراء والصفراء والخضراء الفاقعة، بما يتناسب مع الموضوع الذي غالباً ما يُخفي قصة أو حكاية تمزج الإنسان بالطبيعة أو تستعير الطبيعة على طريقة الكتب القديمة حيث يحل الحيوان محل الإنسان.