صناعة العقول

08 يونيو 2016
عبد القادر عبد الواحد/ سورية
+ الخط -

صورة "العربي" العجيبة، في وسائل الإعلام الغربية، تستحق المناقشة والتحليل. هي "رسالة" تتوفّر على صياغتها وبثّها عقول ومؤسسات ذات أبعاد ثقافية ومصالح اجتماعية/ اقتصادية. وهي تعبير عن "خطاب" ذي سطوة يتجاوز عمره مئات السنين.

ولكن في مقابل دراسة "رسالة" هذه الصورة وآلياتها، وحتى يكتمل فهم فعاليتها الطاغية، لا بد من دراسة الموضوع العربي الذي تحاول هذه الصورة "تمثيله"، أو فرض تمثيلها الخاص عليه.

دراسة الجانبين مهمة، لأن الدعوة إلى المواجهة بالميزانيات واللجان والمؤتمرات وغيرها، تعبّر عن نظرة أحادية لا ترى من الصورة إلا نصفها ولا تراها في تكاملها.

وفي غياب معالجة "الموضوع" العربي، بكل أبعاده السياسية/ الفكرية/ الاجتماعية، لن تمتلك الميزانيات واللجان والمؤتمرات قدرة على التصدّي، لأن الإعلام ليس اختلاقاً أو خيالاً فقط، بل هو فعل يستند إلى مادة أيضاً، إلى وقائع تعرض نفسها إعلامياً وتتخذ هيئة صور وتمثيلات.

هنا سؤالان أكثر إلحاحاً؛ هل نحسن توظيف وقائعنا في تمثيلاتنا الإعلامية؟ هل نتيح الفرصة لقدرات توظف هذه الوقائع في خطاب إعلامي لا يغني فيه الصدق عن المهارة والثقافة؟ أعتقد أن الأرقام وحدها لا تصنع ما تصنعه العقول. معركة الإعلام ذات شقين: الوقائع التي نصنع والعقول القادرة على توظيفها.


المساهمون