مفكرة المترجم: مع مريم العطار

11 نوفمبر 2018
(مريم العطار)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مترجمين عرب في مشاغلهم الترجمية وأحوال الترجمة إلى اللغة العربية اليوم.


■ كيف بدأت حكايتك مع الترجمة؟
كوني شاعرة قبل أن أكون مترجمة، كانت لديّ أسئلة واستفسارات كثيرة حول الأدب الفارسي والقصائد الصوفية والشعراء الفُرس المعروفين في العصر القديم، لذلك قرّرت أن أبدأ الترجمة من منطلق قارئ عربي لديه حب الاستطلاع عن اللغة الشعرية في إيران.


■ ما هي آخر الترجمات التي نشرتِها، وماذا تترجمين الآن؟
آخر ما أصدرت هي الأعمال الشعرية الكاملة لـ فروغ فرخزاد عن "دار المدى" في 2017، وأترجم الآن مقالات مهمة حول الشعر الفارسي الحديث وكتباً أدبية أخرى أفضّل الإعلان عنها بعد نشرها.


■ ما هي، برأيك، أبرز العقبات في وجه المترجم العربي؟
كل عمل إبداعي يواجه عقبات كثيرة في الوطن العربي ولا يخفى ذلك عن أي متابع للفن والثقافة. وحدهما الإصرار والإيمان يزيحان أي عقبة. شخصياً، أعتبر أن أكبر عائق يواجهني كمترجمة هو عدم الفصل بين سياسة بلد وتاريخه الثقافي.


■ هناك قول بأن المترجم العربي لا يعترف بدور المحرِّر، هل ثمة من يحرّر ترجماتك بعد الانتهاء منها؟
لم أستعن من قبل بمحرر في ترجماتي، ولكنني آخذ وأعمل برأي المهتمين قبل النشر.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، ولا سيما في مسألة اختيار العناوين المترجمة؟
بدأت النشر في "دار المدى" وأرى أنها مؤسسة ثقافية قريبة من ذائقتي الأدبية. أما اختيار العناوين فيكون بالاتفاق بين الطرفين.


■ هل هناك اعتبارات سياسية لاختيارك للأعمال التي تترجمينها، وإلى أي درجة تتوقفين عند الطرح السياسي للمادة المترجمة أو لمواقف الكاتب السياسية؟
أترجم من الأدب الفارسي وما نشر إلى حد الآن هو كتب شعرية. أترجم ما هو قريب إلى روحي وقد ترجمت بالأساس قصائد ذات بعد وجداني. طموحي العمل في منطقة هذه اللغة الإنسانية المشتركة وهي عكس الخطاب السياسي تماماً.


■ كيف هي علاقتك مع الكاتب الذي تترجمين له؟
ترجمت لشعراء شباب من إيران وأفغانستان، وعلاقتي بهم يحكمها الحماس لهم ولكتاباتهم. كما ترجمت لشعراء راحلين وشعوري تجاههم روحاني لأنني أحب كل ما أترجمه.


■ كثيراً ما يكون المترجم العربي كاتباً، صاحب إنتاج أو صاحب أسلوب في ترجمته، كيف هي العلاقة بين الكاتب والمترجم في داخلك؟
أحترم كثيراً أسلوب الكاتب وأقرأ سيرته الذاتية والثقافية وأحاول جاهدة أن أكون شريكته.


■ كيف تنظرين إلى جوائز الترجمة العربية على قلّتها؟
لا أعرفها ولا أهتم بها. أفضل جائزة بالنسبة لي ذكر اسم المترجم مع صاحب النص الأصلي.


■ ما هي المبادئ أو القواعد التي تسيرين وفقها كمترجم، وهل لك عادات معينة في الترجمة؟
ليس لدي قواعد ثابتة، أترجم ما أحب وما أعتقد بأنه قابل للترجمة.


■ كتاب أو نص ندمتِ على ترجمته ولماذا؟
لم أندم على ترجمة، لكن انتابني الندم بعد صدور كتاب شعري أخذ مني مجهوداً كبيراً ثم طُبع في نسخ قليلة.


■ ما الذي تتمنينه للترجمة إلى اللغة العربية وما هو حلمك كمترجمة؟
أتمنى أن يدرك القارئ العربي أهمية الكلمة ومسؤوليتها. أحلم بوجود مؤسسات ثقافية تهتم بالترجمة وتثمّن جهود المترجمين.


بطاقة
شاعرة ومترجمة عراقية من مواليد 1987. لها مجموعتان شعريتان: "وأد" (2013)، و"شتائم مجانية" (2016). وفي الترجمة أصدرت: "أنطولوجيا الشعر الفارسي الحديث" (2016)، و"أفلاطون قرب المدفأة" (2017) وهي مختارات شعرية للشاعر الإيراني حسين بناهي، و"الأعمال الشعرية الكاملة لـ فروغ فرخزاد" (2017).

المساهمون